ذكر موقع "EldoradoWeather" المتخصص في أحوال الطقس٫ السبت 18 يونيو/حزيران 2022 أن مدينة الفهود بسلطنة عمان سجلت أعلى درجة حرارة بالعالم، في وقت تستمر موجة حر شديدة مصدرها شمال إفريقيا في جنوب أوروبا، خصوصاً غرب فرنسا، حيث يُنتظر أن تبلغ الحرارة مستويات قياسية السبت لتتجاوز 40 درجة.
الموقع قال إن درجة الحرارة في سلطنة عمان بلغت 49 درجة مئوية، وهي أعلى درجة حرارة فوق الأرض، في حين تبعتها منطقة قرن العلم في البلاد من حيث الحرارة، حيث بلغت الحرارة فيها 48.8 درجة مئوية، وتبعتها مناطق في إيران ثم العراق.
موجة حر في فرنسا
أما موجة الحر التي تضرب أوروبا فهي"الأبكر موسمياً، التي يتم تسجيلها في فرنسا" منذ 1947، والتي تعتبر مؤشراً على "التغير المناخي".
وتعمل السلطات على البقاء متيقظة بشكل خاص منذ عشرين عاماً، لا سيما بعد موجة الحر التاريخية لعام 2003 التي أودت بحياة أكثر من 15 ألف شخص في فرنسا خصوصاً من كبار السن.
أفاد ماتيو سوريل، خبير المناخ في مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية بـ"أنها موجة الحر الأبكر موسمياً التي يتم تسجيلها في فرنسا" منذ 1947، معتبراً أنها مؤشر إلى "التغير المناخي". وقد حذرت الأرصاد الجوية من أن "الحرارة سترتفع بشكل إضافي بعد ظهر السبت" في غرب البلاد، ويمكن أن تصل إلى مستويات قياسية.
يُذكر أنه سبق أن كسر الرقم القياسي لشهر يونيو/حزيران الجمعة في 13 منطقة على الأقل، مع وصول الحرارة إلى 40,4 درجة مئوية في كاركاسون بجنوب فرنسا.
ويعود تكثف موجات الحر في أوروبا لظاهرة الاحتباس الحراري.
في فرنسا، امتدت موجة الحر إلى كل البلاد تقريباً و14 دائرة في الجنوب الغربي وُضعت في حالة تيقظ أحمر. وتمكن الطلاب في هذه المناطق من البقاء في منازلهم الجمعة.
حرائق في إسبانيا وإيطاليا تستعد للطوارئ
في إسبانيا، يواصل رجال الإطفاء الجمعة مكافحة العديد من الحرائق في مختلف أنحاء البلاد التي ضربتها موجة حر استثنائية منذ نحو أسبوع، مع حرارة تجاوزت أحياناً 40 درجة.
وهكذا تم إجلاء ثلاثة آلاف شخص من مدينة الملاهي Puy du Fou في وسط البلاد بسبب حريق قوي قرب الموقع.
وقالت إدارة مدينة الملاهي إنه تم إجلاء "2500 زائر و 700 موظف" و"200 طائر و55 حصاناً" لكن لم يُصب أحد أو حتى كان "عرضة للخطر".
الحريق الأكبر اندلع في سييرا دي لا كوليبرا في شمال غرب البلاد، حيث احترق ما بين خمسة آلاف وسبعة آلاف هكتار من الغابات صباح الجمعة، حسبما أعلنت منطقة قشتالة-ليون.
وفي شمال شرق البلاد، تواجه منطقة كاتالونيا أيضاً عدة حرائق. والأخطر اندلع قرب بالدومار في مقاطعة ليريدا، حيث أتت النيران على أكثر من 940 هكتاراً من الغابات، بحسب الحكومة الإقليمية الكاتالونية.
موجة الحر هذه غير المألوفة لهذا الوقت من السنة في إسبانيا، أدت إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وصولاً إلى 43 درجة، ويُرتقب أن تستمر حتى السبت.
في شمال إيطاليا، تستعد لومبارديا لإعلان حالة الطوارئ في مواجهة الجفاف القياسي الذي يهدد المحاصيل، ويتم أساساً تقنين المياه في عدة مدن في سهل بو الذي يجتاز شمال البلاد. هذه المنطقة التي تضم محاصيل زراعية مهمة تواجه أسوأ جفاف منذ 70 عاماً.
الأمم المتحدة تدعو إلى التحرك
فيما دعت الأمم المتحدة الجمعة إلى "التحرك الآن" لمواجهة الجفاف والتصحر من أجل تجنب وقوع "كوارث بشرية". وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر في مدريد بمناسبة اليوم العالمي للجفاف "حان وقت العمل: كل إجراء مهم".
بالنسبة للعلماء فإن تكاثر وتكثف وطول أمد موجات الحرارة، التي تتفاقم بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة، يشكل إشارة لا لبس فيها على ظاهرة الاحتباس الحراري. وأشاروا إلى أن عواقب هذه التقلبات واضحة: حرائق وصولاً إلى سيبيريا، وذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي، والجفاف، ودرجات حرارة قياسية في جميع القارات، وأعاصير، وظواهر مناخية أخرى شديدة.