قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة 17 يونيو/حزيران 2022، إنه لن يعقد اجتماعاً ثنائياً مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال جولته بالمنطقة في يوليو/تموز 2022، بل سيراه فحسب في إطار "اجتماع دولي" أوسع.
وقال بايدن للصحفيين رداً على سؤال حول الطريقة التي سيتناول بها قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، خلال زيارته للسعودية: "لن أجتمع مع محمد بن سلمان. أنا ذاهب إلى اجتماع دولي وهو سيكون جزءاً منه".
كان البيت الأبيض قد قال الخميس 16 يونيو/حزيران، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يتحرج من إثارة قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي خلال لقاءاته في السعودية.
قضية مقتل خاشقجي
وشكَّل موضوع مقتل جمال خاشقجي وأوضاع حقوق الإنسان في السعودية ملفاً أزَّم العلاقة بين واشنطن والرياض منذ انتخاب جو بايدن، الذي اعترف بتورط ولي العهد السعودي في الجريمة، كما سمح بنشر تقارير استخباراتية أمريكية تُدين محمد بن سلمان.
فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، في تصريحات أوردتها شبكة "سي إن إن" الإخبارية، إن "الرئيس بايدن يصدّق تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي نُشر والذي يكشف عن وقوف الأمير محمد بن سلمان خلف عملية الاغتيال".
أضافت بيير أنه "من الواضح أن هذا التقرير لم يكن لينشر لو لم يكن يصدقه"، مشيرة إلى أن "جو بايدن لن يتجاهل قضايا حقوق الإنسان عندما يزور المملكة العربية السعودية الشهر المقبل". وتابعت أن الرئيس الأمريكي لن يتحرج من إجراء هذه الحوارات، خصوصاً في أثناء رحلته هذه.
كان البيت الأبيض كشف، الثلاثاء 14 يونيو/حزيران، في بيان، أن بايدن سيبدأ جولته في المنطقة بزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية ثم يتوجه إلى السعودية، حيث سيشارك في اجتماع بمدينة جدة يضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب مصر والأردن والعراق.
حيث أشار البيت الأبيض إلى أن زيارته للسعودية تأتي بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، وأنه عبَّر عن تقديره له وتطلعه إلى "هذه الزيارة المهمة"، ووصف السعودية بأنها "كانت شريكة استراتيجية للولايات المتحدة منذ ما يقرب من ثمانية عقود".
كما أعلنت السعودية بدورها، أن الرئيس الأمريكي سيزور الرياض يومي 15 و16 يوليو/تموز المقبل، وذلك بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، نقلاً عن الديوان الملكي.
الوكالة الرسمية أضافت أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيحضر قمة مشتركة دعا إليها العاهلُ السعودي، تضم قادة مجلس التعاون الخليجي إلى جانب قادة مصر والأردن والعراق.
من جهتها، قالت وكالة رويترز، نقلاً عن مسؤول بارز، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيجتمع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال زيارته للشرق الأوسط.
يشوب التوتر العلاقات الأمريكية السعودية منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018 وتقطيع أوصاله على يد فريق من العملاء السعوديين، بقنصلية المملكة في إسطنبول.
إذ كان بايدن قد رفض التعامل مباشرة مع الأمير محمد بعد تقرير للاستخبارات الأمريكية قال إنه متورط في عملية القتل. ونفت الحكومة السعودية أن يكون للأمير محمد أي دور في الحادث، قائلةً إنه جريمة شنيعة نفذتها جماعة مارقة.
لكن رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع دول الخليج أصبحت أكثر إلحاحاً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، والذي سلط الضوء على أهمية منتجي النفط الخليجيين مع تطلع أوروبا إلى خفض اعتمادها على روسيا في مجال الطاقة.