وصف خالد الجبري، نجل ضابط المخابرات السعودي الكبير المنفي سعد الجبري، زيارة جو بايدن للمملكة العربية السعودية ولقاءه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بأنهما "بمثابة عفو رئاسي عن جريمة قتل".
حيث قال خالد الجبري لصحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 16 يونيو/حزيران 2022: "لقد أوضح بايدن أنه لن تكون هناك أية عواقب مباشرة على قتل محمد بن سلمان لخاشقجي. لسوء الحظ، [الزيارة] تعادل عفواً رئاسياً عن جريمة قتل، وسيعتبرها محمد بن سلمان تصريحاً من بايدن لقتل مزيد من أمثال خاشقجي".
نجلُ استخباراتيٍّ سعودي يهاجم بايدن
كذلك فقد قال الجبري إنه يعي أنَّ يد بايدن ربما تكون مغلولة بسبب ارتفاع تكاليف النفط والتداعيات الجيوسياسية للحرب الروسية في أوكرانيا، لكنه أردف أنَّ زيارة الرئيس الأمريكي لا ينبغي أن تعيد إقامة "علاقة تبادلية قديمة" تهمّش المخاوف بشأن حقوق الإنسان.
أضاف: "أنا أتفهم المأزق الذي يواجهه الرئيس بايدن. من المستحيل قطع العلاقات مع المملكة، ولا أنا أدافع عن ذلك، وذلك بالأساس لأنَّ المملكة موجودة قبل محمد بن سلمان بفترة طويلة، وآمل حقاً أن تصمد أمام سلوكه المتهور والهادم. بايدن باستطاعته إصلاح العلاقة، بل يجب عليه ذلك، لكن ليس على حساب أي شيء آخر".
كان والد خالد، سعد الجبري، من كبار مساعدي محمد بن نايف، ولي العهد السابق الذي أطاحه محمد بن سلمان في انقلاب القصر عام 2017. وفرَّ إلى المنفى في كندا، حيث أصبح منتقداً صريحاً لولي العهد.
كذلك، لا يزال شقيق خالد الجبري وشقيقته الصغيران، سارة وعمر، مسجونَين في المملكة بعد القبض عليهما في مارس/آذار 2020 بمطار الرياض وهما في طريقهما إلى الولايات المتحدة، حيث كانا يعتزمان الالتحاق بالجامعة.
تهم غسل أموال
في السياق ذاته، وُجهت إليهما تهمة غسل الأموال والتآمر للهروب غير القانوني من المملكة، فيما يُنظَر إليه على نطاق واسع على أنه محاولة لإجبار والدهما على العودة إلى البلاد.
كذلك فقد كرر الجبري الدعوات إلى الإفراج عنهما، وكذلك عن صهره سالم المزيني الذي اعتُقِل هو الآخر في أغسطس/آب 2020.
حيث قال: "في كل مرة يشعر فيها محمد بن سلمان بأنه يحظى بدعم أو تأييد غير مشروط ودون رقابة من إدارة أمريكية، يصبح مارقاً. إذا كانت الفرضية الكاملة لزيارة بايدن هي حماية المصالح الأمريكية، فإنَّ حل مشكلتنا سيساعد في حماية حقوق الملكية الوطنية".
تقارب بايدن مع السعودية
في المقابل لا يمكن أن تكون تكلفة التقارب مع السعودية أرواح شقيقَي الجبري، اللذين يقول إنهما احتجزا وهما قاصران ويمكن أن يواجها الآن مصيراً مشابهاً لخاشقجي. وقد دعت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بالاحتجاز التعسفي إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن طفلي سعد الجبري. لكن ليس من الواضح متى سيحدث ذلك، أو ما إذا كان سيحدث على الإطلاق.
حيث قال الجبري: "المساءلة عما حدث لجمال خاشقجي مهمة، وليس بسبب جمال نفسه فقط. فقد مات جمال وهو يفضح قمع محمد بن سلمان القاسي الذي لا يزال مستمراً، والقمع الذي أخذ شقيقيَّ رهائن، والقمع الذي يُبقِي مواطنين أمريكيين آخرين رهائن في المملكة العربية السعودية".