اخترقت طائرة ذات محركين أجواء 6 دول من حلف شمال الأطلسي "الناتو" دون إذن، قبل أن تهبط على مدرج مهجور في بلغاريا، بعد أن اعترضتها مقاتلات لحلف الناتو، بحسب تقرير نشرته مجلة "Le Point" الفرنسية، الثلاثاء 14 يونيو/حزيران 2022.
المجلة الفرنسية ذكرت أن طائرة مدنية صغيرة ذات محركين تمكنت، في 8 يونيو/حزيران، من التسلل عبر الدفاعات الجوية لـ7 دول أوروبية، منها 6 من أعضاء الناتو، قبل أن تهبط على مدرج مهجور في بلغاريا، على الرغم من حشد طائرات مقاتلة من 3 جيوش مختلفة لملاحقتها.
ووصفت "لوبوان" الفرنسية الحادث بأنه يصنف وكأنه ضمن إحدى مغامرات جيمس بوند، ممثل مغامرات التجسس الخارقة البريطاني المشهور.
خطط الهروب من المجال الجوي
كما أوضحت المجلة أن الطائرة، وهي قديمة من نوع بايبر أزتيك Piper Aztec، لم ترسل أي خطة طيران للجهات التي مرت فوقها، بل قام مشغلوها بإيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بهم، ولم يستجيبوا للمكالمات اللاسلكية أو الإشارات المرئية من الطائرات العسكرية المرسلة لملاحقتها.
وتابعت المجلة: "الطائرة المذكورة، بعد إقلاعها، ربما من مطار في ليتوانيا، مرت وهي تحلق على ارتفاع منخفض فوق بولندا دون أي إزعاج، ولم يصدر تحذير بشأنها إلا عندما كانت فوق المجر؛ لتعترضها وتتبعها مقاتلات تابعة لسلاح الجو المجري".
ومع دخولها رومانيا، لاحقتها طائرتان أمريكيتان من طراز "إف-16" كانتا في دورية بالمنطقة، ثم انضمت لجهود الملاحقة طائرتان رومانيتان من طراز "إف-16" أيضاً.
لاحقتها 6 مقاتلات
وبحسب "لوبوان"، فإنه رغم تدخل 6 طائرات مقاتلة على الأقل، قامت تلك الطائرة الشبح بتوغل قصير في صربيا قبل أن تدخل أجواء بلغاريا، دون أي اعتراض لها؛ إذ لم يرسل الجيش البلغاري أي طائرة لملاحقتها، وهو ما برره وزير الدفاع دراغومير زاكوف بقوله إنها "لم تشكل في أي وقت أي خطر على السكان".
لكن المجلة الفرنسية قالت إن السبب يعود، على الأرجح، للطقس وحالة المقاتلات البلغارية "التي يرثى لها"؛ إذ لا يملك هذا البلد سوى حفنة من الطائرات السوفييتية القديمة، كما لا يمكن استبعاد فرضية التواطؤ بين السلطات البلغارية ومن كانوا على متن تلك الطائرة.
وخلال رحلتها فقد هبطت الطائرة مرتين على الأقل على مدارج صغيرة للتزود بالوقود، ربما بفضل أوعية تزود كانت على متنها وتم ضخها يدوياً في خزانات الطائرة، وفقاً للمجلة.
وقد هدد ركاب الطائرة العاملين في مطار هاجدوزوبوسزلو شرق المجر، الذين اتصلوا بالشرطة، لكن مع وصولها أقلعت الطائرة بطريقة لا تحترم إجراءات الإقلاع المتعارف عليها.
العثور على الطائرة
وفي يونيو/حزيران، عثر أخيراً على هذه الطائرة، في مطار مهجور، يقع على بعد حوالي 100 كيلومتر من ساحل البحر الأسود، الذي يبدو أنه كان المحطة النهائية لهؤلاء المسافرين المجهولين، وقد اختفى جميع ركاب الطائرة.
وعند التحقيق في أصل الطائرة، تبين أن مالكها السابق ضابط احتياط ليتواني، قال إنه باعها قبل أيام قليلة لأجانب يتحدث أحدهم الروسية، لكن مالكها السابق يقول إنه لا يتذكر اسم المشترين أو اسم شركتهم، حسب ما ذكرت المجلة.
وجرى تصنيع هذه الطائرة عام 1962 بالولايات المتحدة، ولم يتم استخدامها منذ عام 2015، وتم عرضها بسعر 30 ألف يورو على الموقع المتخصص ببيع الطائرات (Planecheck.com).
هوية المتسللين
ونقلت المجلة الفرنسية عن طيار عسكري فرنسي، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: "إنها قضية مريبة للغاية، تبدو وكأنها عملية منظمة بشكل جيد".
بينما نقلت "لوبوان" عن الصحافة المحلية بالدول التي حلقت فوقها هذه الطائرة تقديمها عدة فرضيات حول هوية المتسللين، فثمة من اتهم الأوليغارشية الروسية، وهناك من تحدث عن احتمال أن تكون الطائرة تقل رهائن، أو ربما استخدمت في هروب إجرامي، المهم أن هذا الحادث، الذي سبقه حادث سقوط طائرة من دون طيار في كرواتيا، يُظهر مرة أخرى أن المجال الجوي لدول الناتو ليس مؤمَّناً بما فيه الكفاية، وفق ما تقول "لوبوان".