قال مسؤول أوكراني إن القوات الروسية شددت قبضتها على مدينة سيفيرودونيتسك بشرق أوكرانيا الإثنين 13 يونيو/حزيران 2022، وقطعت آخر الطرق لإجلاء المدنيين، في مشهد يعكس صورة الهجوم الذي شنته موسكو على ماريوبول في مايو/أيار 2022.
وسط قصف مكثف، قال حاكم المنطقة سيرجي جايداي، على مواقع التواصل الاجتماعي، إن جميع الجسور خارج المدينة قد دمرت، مما يجعل من المستحيل إدخال شحنات المساعدات الإنسانية أو إجلاء المواطنين.
روسيا تسيطر على معظم مدينة سيفيرودونيتسك
حاكم المنطقة، سيرجي جايداي، أضاف أن القوات الروسية تسيطر الآن على 70% من المدينة الصغيرة، التي أصبحت محوراً لواحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب، لكن من تبقى من المدافعين الأوكرانيين ليسوا محاصرين تماماً.
كما قال لراديو أوروبا الحرة/الخدمة الأوكرانية براديو ليبرتي: "لديهم القدرة على نقل الجرحى إلى المستشفيات، لذلك لا تزال هناك وسيلة.. من الصعب أن يسلموا أسلحتهم. صعب ولكن ليس مستحيلاً".
من جانبها وجهت أوكرانيا نداءات عاجلة للغرب طالبةً مزيداً من الأسلحة الثقيلة؛ للمساعدة في الدفاع عن سيفيرودونيتسك، التي تقول كييف إنها قد تكون كلمة السر للنتيجة النهائية لمعركة السيطرة على منطقة دونباس بالشرق ومسار الحرب في شهرها الرابع.
هجوم روسي
في حين قالت القيادة العسكرية الأوكرانية في مذكرة إحاطة، إن القوات الروسية تحاول السيطرة الكاملة على سيفيرودونيتسك، لكن الهجوم على المواقع الأوكرانية في جنوب شرقي المدينة باء بالفشل.
في وقت سابق، قال جايداي حاكم منطقة لوغانسك التي تضم سيفيرودونيتسك: "المعارك عنيفة لدرجة أن القتال قد يستمر أياماً للسيطرة ليس على شارع بل على مبنى كبير". وأضاف أن نيران المدفعية الروسية أصابت مصنع آزوت للكيماويات الذي كان يحتمي به مئات المدنيين.
كذلك فقد مضى قائلاً: "نحو 500 مدني ما زالوا بمصنع آزوت في سيفيرودونيتسك، بينهم 40 طفلاً. في بعض الأحيان ينجح الجيش في إجلاء شخص ما".
في سياق ذي صلة قال داميان ماجرو، المتحدث باسم الفيلق الأجنبي للدفاع عن أوكرانيا وله قوات في سيفيرودونيتسك: "بغض النظر عن القصف المستمر بالمدفعية والطائرات والصواريخ، هناك خطر حقيقي من أن يصبح المدافعون عن سيفيرودونيتسك منفصلين عن ليسيتشانسك في حالة تعرض الجسر الثالث الذي يربط بين المدينتين للدمار".
أضاف: "عندئذ، من المحتمل أن يكون الموقف مشابهاً للموقف في ماريوبول مع وجود جيب كبير من المدافعين الأوكرانيين المعزولين عن بقية القوات الأوكرانية. وهذا أحد الأسباب التي تجعل من المهم أن يزودنا شركاؤنا الغربيون بمدفعية طويلة المدى بأسرع ما يمكن".
من جانبها نقلت وكالة الإعلام الروسية (ريا)، عن المتحدث باسم الانفصاليين الموالين لموسكو، إدوارد باسورين، قوله إن القوات الأوكرانية محاصرة فعلياً في سيفيرودونيتسك وأمامها خياران هما: الاستسلام أو الموت.
حصار المدنيين في سيفيرودونيتسك
تعيد قصة المدنيين المحاصرين بالمنشأة الصناعية في سيفيرودونيتسك إلى الأذهان سقوط ماريوبول في مايو/أيار 2022، عندما أُجلي مئات من المدنيين والجنود الأوكرانيين المصابين بجروح خطيرة بعد حصارهم لأسابيع في مصنع آزوفستال للصلب.
من جانبها نفت روسيا استهداف المدنيين في ما تصفه بأنه "عملية خاصة" لإعادة الأمن لروسيا و"القضاء على النازية" في جارتها. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون مزاعم روسيا بأنها ذرائع لا أساس لها لغزو أودى بحياة آلاف المدنيين وأثار مخاوف من صراع أوسع في أوروبا.
في المقابل فر أكثر من خمسة ملايين شخص من الهجوم وأصبح ملايين غيرهم مهددين بأزمات عالمية في الغذاء والطاقة، بسبب تعطل إمدادات النفط والغاز والحبوب من روسيا وأوكرانيا. والدول الغربية مختلفة بشأن أفضل السبل لإنهاء الهجوم.
كما قال جايداي إن طفلاً يبلغ من العمر ست سنوات، كان من بين القتلى في ليسيتشانسك. وقال مسؤولون بإقليم دونيتسك الذي يسيطر عليه انفصاليون موالون لروسيا، إن ثلاثة أشخاص على الأقل، منهم طفل، قُتلوا في قصف أوكراني على سوق بالمدينة التي تحمل اسم الإقليم.
من جانبها عرضت وكالة أنباء إقليم دونيتسك صوراً لأكشاك تشتعل فيها النار في سوق مايسكي المركزي وبضع جثث على الأرض. وقالت وكالة الأنباء إن قذائف مدفعية من عيار 155 ملليمتراً مطابقة لمواصفات حلف الأطلسي أصابت أجزاء من المنطقة يوم الإثنين. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من أي من التقريرين.
فيما ركزت موسكو، بعد فشلها في السيطرة على العاصمة كييف بعد الغزو الذي بدأ في 24 فبراير/شباط 2022، على توسعة نطاق سيطرتها في دونباس، حيث يسيطر انفصاليون موالون لروسيا على أراضٍ منذ 2014، مع محاولتها في الوقت نفسه السيطرة على مناطق أكبر من الساحل الأوكراني على البحر الأسود في الجنوب. وتتألف دونباس من منطقتي لوغانسك ودونيتسك المجاورة لها.