أطلقت الصين أول حاملة طائرات مُسيَّرة غير مأهولة تستخدم الذكاء الاصطناعي للملاحة بصورة ذاتية في المياه المفتوحة ووصفتها رسمياً بأنَّها أداة بحث بحرية، لكنَّ بعض الخبراء يقولون إنَّ السفينة يمكن أن تُستخدَم باعتبارها سفينة عسكرية.
ووفقاً للشركة التي بنَت السفينة، CSSC Huangpu Wenchong Co. يبلغ طول السفينة ذاتية القيادة "تشو هاي يون" (Zhu Hai Yun) نحو 290 قدماً (88.4 متر)، وعرضها 45 قدماً (13.7 متر)، وعمقها 20 قدماً (6.1 متر)، ويمكنها حمل العشرات من الطائرات المُسيَّرة والمركبات البحرية والغواصات المُسيَّرة المزوَّدة بأدوات رصد مختلفة، وذلك وفق ما نشر موقع Business Insider الأمريكى في تقرير له يوم السبت 11 يونيو/حزيران 2022.
الصين تطلق سفينة جديدة
في حين تُوصف السفينة بأنَّها "بادئة حقبة جديدة" و"أول نظام سفينة أم ذكي غير مأهول في العالم".
من جانبه، قال ماثيو فونايولي، الزميل الأول بـ"مشروع قوة الصين" في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، لموقع Business Insider الأمريكي: "الفائدة الفورية للصين هي على الأرجح جمع البيانات".
أضاف: "من وجهة نظر علمية بحتة، وهي الزاوية التي تروج لها الصين، يمكننا أن نرى مساهمة المُسيَّرات الصينية.. في التخفيف من حدة الكوارث ومراقبة البيئة".
لكنَّ السفينة الأم المُسيَّرة يمكن أيضاً أن تُستخدَم من جانب الجيش الصيني لجمع المعلومات الاستخباراتية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، والذي تدَّعي العديد من البلدان مطالب إقليمية متعارضة فيه.
مطالب صينية بالسيادة على بحر الصين
من جانبها، فقد سبق أن قدَّمت الصين في السنوات الأخيرة مطالب حازمة على نحو متزايد بالسيادة على البحر، وتعمل على زيادة وجودها العسكري هناك.
قال فونايولي: "عند التعامل مع الصين، نادراً ما تكون لدينا نظرة مثالية في نواياها، لكن مثلما رأينا في أنشطتها في بحر الصين الجنوبي، يمكن أن تكون المشروعات العلمية مقدمة لأهداف عسكرية أو دعماً لها".
ووفقاً لصحيفة South China Morning Post الصينية، تم الكشف عن السفينة لأول مرة في مايو/أيار الماضي، لكن يُتوقَّع تسليمها بحلول نهاية عام 2022 بعد إنهاء الاختبارات البحرية.
ووفقاً للصحيفة، تستخدم السفينة أول نظام ذكاء اصطناعي في العالم يُعرَف باسم "نظام مراقبة محيطات متنقل مجسم للصوت" من تطوير "مختبر غوانغ دونغ للهندسة وعلوم البحار الجنوبية" في الصين.
بحسب الشركة المصنِّعة للسفينة، سيتم التحكم في السفينة عن بُعد، ويمكنها الإبحار بسرعة قصوى تبلغ 18 عقدة، أو نحو 20 ميلاً في الساعة (32.2 كم/الساعة).
نوع بحري جديد من السفن
من جانبه، قال تشين دايك، مدير المختبر، لصحيفة Science and Technology Daily في 2021 إنَّ السفينة تمثل "نوعاً بحرياً" جديداً سيُحدِث ثورة في مراقبة المحيطات.
تُعَد الصين بالفعل أكبر صانع للسفن في العالم، ولديها طموح بأن تصبح "قوة بحرية كبرى".
ومع أنَّ قدرات السفينة واستخداماتها لا تزال غير واضحة، تركز الجيوش على مستوى العالم وبصورةٍ متزايدة على تطوير المُسيَّرات والمركبات غير المأهولة.
فيما أشار فونايولي إلى أنَّ الصين استثمرت موارد كبيرة في منصات غير مأهولة مختلفة، مثل الطائرات دون طيار والمركبات ذاتية القيادة، لتعزيز مكانة سلاحها البحري وقال: "سيكون هذا جزءاً من مستقبل الحرب".