ظهر كوشنر وإيفانكا في مقاطع فيديو قصيرة خلال أول جلسة استماع، من أصل ست جلسات تعقدها لجنة مجلس النواب المنوط بها التحقيق في أحداث اقتحام الكونغرس، التي وقعت يوم السادس من يناير/كانون الثاني 2021، ويتهم الرئيس السابق دونالد ترامب بالتحريض عليها.
بحسب صحيفة New York Times الأمريكية الجمعة 10 يونيو/حزيران 2022، فقد ظهر جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب هذه المرة بشكل مختلف عما عهده الجمهور عليهما، وذلك بعد تجريدهما من خلفيتهما في البيت الأبيض، والسلطة، والأقنعة.
حيث ظهرت إيفانكا أولاً، وتحدثت بصوتٍ ناعم، قائلة إنها تصدق ما قاله المدعي العام السابق ويليام بار في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2020، حين نفى وجود تلاعبٍ واسع النطاق أثّر على نتيجة الانتخابات، التي جرت قبلها بثلاثة أسابيع.
أضافت إيفانكا في هدوء، وهي تُحدق في الكاميرا لتسجيل المقابلة: "أنا أحترم المدعي العام ويليام بار، ولهذا تقبلت ما قاله أو كان يقوله".
تأتي تصريحاتها برغم المزاعم التي أطلقها والدها الرئيس السابق دونالد ترامب، وبرغم حقيقة أنها لم تبذل جهداً كبيراً لتهدئة مزاعمه الكاذبة عن فوزه بانتخابات 2020، وفقاً لعددٍ من مساعدي البيت الأبيض الذين عملوا بجوارها. إذ واصلت السفر معه وهو يتحدث عن مزاعمه أمام العامة.
الضغط على جاريد
ثم حان دور كوشنر الذي ضغطت عليه النائبة ليز تشيني، نائبة رئيس اللجنة، بالأسئلة حول علمه بأن مستشار البيت الأبيض بات سيبولون كان يهدد بالاستقالة لأن ترامب يبذل جهوداً عجيبة ومتزايدة للبقاء في السلطة.
قال كوشنر، الذي لم يُسمع صوته إبان رئاسة والد زوجته إلا نادراً: "كما قلت من قبل، انصب اهتمامي في تلك الفترة على الحصول على أكبر عددٍ ممكن" من قرارات العفو الرئاسي. إذ أقحم كوشنر نفسه بشكلٍ متكرر في عملية العفو الرئاسي، لدرجة أنه أثار شكاوى الخبراء القانونيين وبعض زملائه.
أردف أنه كان على علمٍ بأن سيبولون "وفريقه دائماً ما يقولون: (حسناً، سوف نستقيل، ولن نكون هنا في حال حدوث كذا وكذا). ولهذا تعاملت مع الأمر على أنه مجرد شكلٍ من أشكال التذمر، لأكن صريحاً معكم".
بينما تحدثت ليزا، النائبة الجمهورية من ولاية وايومنغ، إلى غرفة الاستماع بصوتٍ حزين بعد نهاية مقطع الفيديو. وقالت: "هناك سبب منطقي يدفع من يخدمون في حكومتنا إلى تأدية القسم على الدستور. إذ أدرك الآباء المؤسسون أن الديمقراطية هشة. ولهذا فإن أصحاب مناصب الثقة العامة ملزمون بالدفاع عنها بحكم الواجب، والمبادرة للتحرك حين تستدعي الحاجة. ولا نقسم في بلادنا على الولاء لفردٍ بعينه أو حزبٍ سياسي".
ولم يتمكن أحد في عهد ترامب من احتلال مكانةٍ بارزة داخل البيت الأبيض بقدر ابنته وزوجها، اللذين عُيّنا مستشارَين رسميين برغم قوانين مكافحة المحسوبية وتحذيرات المساعدين الآخرين من أن أي تعيين لأفراد العائلة يمثل خطوةً محفوفةً بالمخاطر. واعتنى الثنائي بصورتهما العامة بكل حذرٍ على مدار سنوات ولاية ترامب الأربع.
وتُبرهن مقاطع الفيديو على علمهما بأن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة داخل البيت الأبيض. لكن ستةً على الأقل من مستشاري ترامب السابقين قالوا إن الثنائي حاولا إبعاد نفسيهما عن تلك الفترة، لكنهما لم يبذلا جهداً كبيراً لإبعاد ترامب عن هوسه بالبقاء في السلطة.