ناشد مسؤولون أوكرانيون، الجمعة 10 يونيو/حزيران 2022، الغرب تقديم مزيد من المساعدات العسكرية والإسراع بتسليم قطع مدفعية وأنظمة صاروخية لصد القوات الروسية في وقت حرج بميدان القتال الدائر في شرق البلاد، والحديث عن وفاة الآلاف بأمراض سببتها المياه الملوثة بالرصاص ودخان الأسلحة.
بحسب وكالة رويترز، فإن الأنباء تفيد باستمرار القتال الشرس في سيفيرودونيتسك وهي مدينة صغيرة في شرق البلاد أصبحت محور الهجوم الروسي، حيث تشهد إحدى أكثر المعارك دموية في الحرب التي زادت من المعاناة حول العالم.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، إن أزمة جوع مزمنة قد تؤثر على نحو 19 مليوناً آخرين حول العالم على مدى العام المقبل، بسبب نقص صادرات القمح وسلع غذائية أخرى من أوكرانيا وروسيا.
في داخل أوكرانيا، قال مسؤولون إنهم قلقون من تفشي الكوليرا بمدينة ماريوبول جنوب البلاد حيث يعيش عشرات الآلاف من المدنيين وسط الأنقاض بعد أن سيطرت روسيا على المدينة الشهر الماضي، في أعقاب حصار وقصف حولها إلى أنقاض.
وفي خطاب بالفيديو أمام مؤتمر للديمقراطية عقد في كوبنهاغن، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بقبول بلاده جزءاً من الغرب بضمانات ملزمة لحمايتها.
قال زيلينسكي: "يمكن للاتحاد الأوروبي أن يتخذ خطوة تاريخية ستثبت أن ما يقال عن انتماء شعب أوكرانيا للأسرة الأوروبية ليس مجرد كلام أجوف خالٍ من المضمون"، داعياً التكتل إلى قبول طلب أوكرانيا الترشح لعضويته.
يقول مسؤولون أوكرانيون إن الحرب في الشرق أصبحت معركة مدفعية بالأساس، لكن القوات الروسية تتفوق على المقاتلين الأوكرانيين بكثير.
فيما يرى المسؤولون أن كفة الحرب يمكن أن تتحول لصالحهم إذا أوفى الغرب بوعوده بإرسال مزيد من المدفعية الأكثر تطوراً وضمنها أأنظمة صواريخ وعدت بها واشنطن ودول أخرى.
وقال فاديم سكيبيتسكي نائب رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية: "إنها حرب مدفعية الآن… كل شيء يعتمد الآن على ما سيعطيه (الغرب) لنا… لدى أوكرانيا قطعة مدفعية مقابل 10 أو 15 قطعة مدفعية روسية. شركاؤنا الغربيون أعطونا نحو 10% مما لديهم".
جثث تلوث المياه
تركز روسيا قواتها في معركة للسيطرة على سيفيرودونيتسك؛ على أمل أن يتيح لها ذلك السيطرة على منطقة لوغانسك بالكامل. وتطالب موسكو أوكرانيا بالتنازل عن منطقتي لوغانسك ودونيتسك لصالح الانفصاليين الموالين لها.
وانسحبت القوات الأوكرانية إلى حد كبير من المناطق السكنية في المدينة، لكنها لم تتخل عن موطئ قدمها على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس، وأحبطت حتى الآن جهود روسيا لتطويقها. ويزعم الجانبان أن كلاً منهما كبّد الآخر خسائر فادحة في القتال.
كما تتقدم القوات الروسية من الشمال والجنوب في المناطق المحيطة؛ في محاولة لتطويق الأوكرانيين لكنه تقدم محدود. وتقول وزارة الدفاع الأوكرانية إن الروس يحاولون اختراق الدفاعات الأوكرانية على طول النهر.
من جانبه، قال رئيس بلدية ماريوبول الأوكراني، الذي يعمل الآن من خارج المدينة الساحلية الجنوبية التي أصبحت خاضعة بالكامل للسيطرة الروسية بعد حصار استمر ما يقرب من ثلاثة أشهر، إن الآلاف قد يموتون بسبب الكوليرا.
وأضاف فاديم بويتشينكو إن القوات الروسية المحتلة لم تتمكن من التخلص بشكل مناسب من الجثث المتناثرة في أنحاء المدينة التي تتعفن في الجو الحار والأمطار، مما أدى إلى تلوث مصادر المياه.
تابع قائلاً: "هناك تفشٍّ للدوسنتاريا والكوليرا. هذا للأسف تقييم أطبائنا للموقف. الحرب التي حصدت أكثر من 20 ألفاً من السكان… للأسف، وبسبب التفشي، ستحصد آلاف الأرواح الإضافية في ماريوبول".
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو شنت "عمليتها العسكرية الخاصة" لنزع سلاح جارتها و"اجتثاث النازية" منها، في 24 فبراير/شباط. وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغزو بأنه عدوان غير مبرر للاستيلاء على الأراضي.
وتعرضت القوات الروسية لهزيمة في مارس/آذار 2022، على مشارف العاصمة كييف، كما تقهقرت عن خاركيف ثاني كبرى مدن البلاد، لكنها ما زالت تسيطر على مناطق شاسعة في الشرق والجنوب. وتركز حالياً جهودها على الشرق وهي المنطقة المعروفة باسم إقليم دونباس المؤلف من لوغانسك ودونيتسك، حيث تدعم موسكو تمرداً يشنه انفصاليون موالون لها منذ 2014.
في حديثه بنوسكو، الخميس، بمناسبة الاحتفال بمرور 350 عاماً على ميلاد القيصر الروسي بطرس الأكبر، شبّه بوتين ما يقوم به حالياً في أوكرانيا بما وصفه بمساعي القياصرة التاريخيين لاستعادة ما قال إنها أراضٍ روسية.
وقال بوتين: "لقد شن بطرس الأكبر حرب الشمال العظمى لمدة 21 عاماً. بدا أنه في حالة حرب مع السويد، وأنه انتزع شيئاً منهم. لم ينتزع أي شيء منهم، لقد استعاد (ما كان لروسيا)".
من جانبها، قالت أوكرانيا إن هذا الخطاب يثبت أن هدف موسكو هو الاستيلاء على الأراضي.
وكتب ميخائيلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية، على تويتر: "اعتراف بوتين بالاستيلاء على الأراضي ومقارنة نفسه ببطرس الأكبر يثبتان أنه لم يكن هناك نزاع، بل فقط سيطرة بطريقة دموية على بلد بذرائع مفتعلة عن الإبادة الجماعية".