أطلقت كوريا الشمالية 8 صواريخ باليستية قصيرة المدى صوب البحر، قبالة ساحلها الشرقي، الأحد 5 يونيو/حزيران 2022، وذلك غداة اختتام كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أول تدريبات مشتركة بينهما في أكثر من أربع سنوات، تشمل حاملة طائرات أمريكية.
هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية قالت إن الصواريخ أُطلقت من منطقة "سونان" في بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية، كما نقلت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء عن مصدر حكومي، قوله إن "كوريا الشمالية أطلقت عدة صواريخ".
جاء هذا الإطلاق كذلك، عقب زيارة قام بها المسؤول الأمريكي المعني بشؤون كوريا الشمالية سونج كيم لعاصمة كوريا الجنوبية.
الممثل الخاص للولايات المتحدة التقى بنظيريه الكوري الجنوبي كيم جون، والياباني فوناكوشي تاكيهيرو يوم الجمعة الفائت، للتحضير "لجميع الحالات الطارئة"، وسط مؤشرات على أن كوريا الشمالية تستعد لإجراء تجربة نووية للمرة الأولى منذ عام 2017.
سونج كيم قال خلال الزيارة إن واشنطن أوضحت بجلاء لكوريا الشمالية أنها منفتحة على الدبلوماسية، مشيراً إلى أنه على استعداد لمناقشة البنود التي تهم بيونغ يانغ، مثل تخفيف العقوبات.
كانت الولايات المتحدة قد دعت الأسبوع الماضي إلى فرض مزيد من عقوبات الأمم المتحدة على كوريا الشمالية، بسبب إطلاقها صواريخ باليستية، لكن الصين وروسيا اعترضتا على الاقتراح، ما أحدث انقساماً علنياً في مجلس الأمن الدولي بشأن الدولة المعزولة لأول مرة، منذ أن بدأ معاقبتها في عام 2006، عندما أجرت بيونغ يانغ أولى تجاربها النووية.
تجارب ومناورات
كوريا الشمالية كانت قد أجرت في الأسابيع القليلة الماضية تجارب صاروخية عدة، شملت إطلاق أكبر صواريخها الباليستية العابرة للقارات.
كانت آخر تجارب كوريا الشمالية، في 25 مايو/أيار 2022، عندما أطلقت ثلاثة صواريخ، بعد أن اختتم الرئيس الأمريكي جو بايدن رحلته إلى آسيا، حيث وافق على إجراءات جديدة لردع الدولة المسلحة نووياً.
من جانبهم، قال مسؤولون كوريون جنوبيون في ذلك الوقت، إن "الصاروخ الأول هو على ما يبدو هواسنوج-17، أكبر صاروخ باليستي عابر للقارات لدى كوريا الشمالية، بينما سقط صاروخ ثان غير محدد النوع في منتصف الرحلة فيما يبدو. أما الصاروخ الثالث فهو صاروخ باليستي قصير المدى".
يأتي إطلاق كوريا الشمالية لصواريخها، في وقت قالت فيه هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إن السفن الكورية الجنوبية والأمريكية اختتمت أمس السبت تدريبات استمرت ثلاثة أيام في المياه الدولية قبالة جزيرة أوكيناوا اليابانية، وشملت عمليات دفاع جوي وأخرى مضادة للسفن والغواصات، فضلاً عن الاعتراض البحري.
شملت التدريبات أيضاً حاملة الطائرات رونالد ريغان، التي تزن 100 ألف طن وتعمل بالطاقة النووية، إلى جانب سفن حربية كبيرة أخرى.
كانت كوريا الشمالية قد انتقدت التدريبات المشتركة السابقة باعتبارها مثالاً على "السياسات العدائية" التي تواصل واشنطن اتباعها تجاه بيونغ يانغ، رغم حديثها عن الدبلوماسية.