لا تترك السلطات الروسية للمعارض البارز أليكسي نافالني متنفساً في معتقله، فهو مجبرٌ طيلة استيقاظه على القيام بمهام لا علاقة لها بأسباب حبسه، مثل حفظ أسماء السجَّانين في جناحه بالسجن، أو مشاهدة التلفزيون الرسمي الروسي ومقاطع الفيديو الدعائية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
حيث قالت ماريا بيفشيخ، المساعدة المقربة لنافالني على مدى العقد الماضي، إن سلطات "السجن تحاول وضعه تحت ضغوط نفسية شديدة الوطأة، لكن ذلك لم يوقفه عن العمل، فهو يأتي كل يوم بأفكار ومشروعات جديدة، يكلِّفنا بها، وتأخذ منا جلَّ أوقاتنا، لكن كيف يمكنك أن ترفض طلباً لشخص جدير بأن يوصف بأنه أشهر سجين سياسي في العالم؟". وذلك وفق ما قالت صحيفة The Times البريطانية في تقريرها يوم السبت 4 يونيو/حزيران 2022.
تضييق على نافالني في السجن
يخضع نافالني للمراقبة المستمرة في سجن بوكروف، وهي مستعمرة للمحكومين الجنائيين تقع بالقرب من موسكو ويُحتجز فيها منذ فبراير/شباط 2021 ولا يُسمح له فيها بالتواصل مع زملائه في السجن، وأي شخص يفعل ذلك يتلقى عقاباً شديداً.
مع كل ذلك، تمكن نافالني وفريقه من تهريب بعض الرسائل إلى خارج السجن، ونُشر الكثير منها على صفحاته بوسائل التواصل الاجتماعي، والتي يتابعها ملايين الأشخاص.
قالت بيفشيخ إن الرسائل تكون مكتوبة بخط يد نافالني وتُنقل إلى محاميه، لكنها لم تكشف بالطبع عن كيفية تهريب هذه الرسائل بعيداً عن أعين مراقبي السجن.
قناة لنشر تقارير عن الحرب
أحد المشروعات التي دبَّر لها نافالني في السجن هي قناة Popular Politic على موقع يوتيوب، وهي قناة تقدم تقارير عن الحرب في أوكرانيا، وتديرها مساعدته بيفشيخ، وتضم القناة 1.3 مليون مشترك.
في حين حُكم على نافالني في يناير/كانون الثاني 2021 بالسجن مدة عامين، ثم زادت السلطات الروسية عقوبة سجنه إلى 9 سنوات في مارس/آذار 2022 بتهمة الاختلاس. ولم ينتهِ الأمر عند ذلك، بل وُجهت إليه هذا الأسبوع اتهامات جديدة بتكوين "جماعة متطرفة" و"التحريض على الكراهية"، وتصل عقوبة هذه الجرائم إلى السجن 15 عاماً.
اتهامات جديدة للمعارض الروسي
قالت بيفشيخ: "لقد استغربنا قليلاً اتهامه بجرائم جديدة بعد الحكم عليه في آخر مجموعة من التهم. لكنهم على الأغلب غاضبون لأنه لا يزال قادراً على التواصل مع الخارج، ويريدون نقله بعيداً إلى سجن ما في سيبيريا، وقطع الاتصال عنه، لا سيما أن بوتين لم يعد هناك حدٌّ لعدوانه منذ الحرب على أوكرانيا".
كما أشارت بيفشيخ إلى أن الاتهامات الجديدة لنافالني قد تكون عقاباً له على عدد من التحقيقات التي نشرها فريقه منذ بداية الحرب، وكشفت عن أصول يحتفظ بها الزعيم الروسي وأعوانه في أوروبا، ومنها يخت قيل إنه مملوك لبوتين تبلغ قيمته 700 مليون دولار، وقد منعته السلطات الإيطالية من مغادرة البلاد بعد الكشف عنه.
في حين أضافت بيفشيخ: "كلما اجتهدنا في فضح إجرام الدولة الروسية، اشتدت العواقب على أليكسي، وأنا على يقين بأن الاتهامات سببها تقريرنا عن يخت شهرزاد (الذي يُزعم أنه مملوك لبوتين). لكن ذلك لن يمنعنا عن أداء مهمتنا. علينا أن نبين لهم أن اعتقال أليكسي لن يحل لهم أزمتهم".