أقدم الحزب الحاكم في الهند على تعليق عضوية المتحدثة باسم الحزب، نوبور شارما، من العضوية الرئيسية للحزب، وذلك بعد تصريحات صدرت عنها أساءت للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأثارت احتجاجات واسعة في البلاد وعبر مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية.
حيث قالت صحيفة The Hindu الهندية، الناطقة بالإنجليزية، إن حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم اتخذ قراراً، الأحد 5 يونيو/حزيران، بتعليق عضوية المتحدثة باسم الحزب، كما طردت وحدة دلهي المسؤول الإعلامي نافين كومار من العضوية الرئيسية للحزب.
كما نشر الحزب كذلك بياناً وقع عليه الأمين العام لحزب بهاراتيا جاناتا، أرون سينغ، نأى فيه بنفسه بعيداً عن هذه التصريحات المسيئة للإسلام، من دون الإتيان على ذكر نوبور أو كومار.
جاء في البيان: "على مدى آلاف السنوات من تاريخ الهند ازدهرت كل الأديان. يحترم حزب بهاراتيا جاناتا جميع الأديان، ويدين الحزب بشدة إهانة أي شخصية دينية خاصة بأي ديانة، ويدين كذلك بشدة أي أيديولوجية تهين أي طائفة أو ديانة، أو تحط من قدرها، ولا يشجع الحزب الأشخاص أصحاب مثل هذه الفلسفة".
تابع البيان: "يكفل دستور الهند الحق لكل مواطن ومواطنة في ممارسة أي ديانة من اختياره/ها، وإجلال واحترام كل الديانات. بينما تحتفل الهند بالذكرى الـ75 لاستقلالها، فإننا نلتزم بجعل الهند بلداً عظيماً، حيث يكون الجميع فيه متساوين ويعيشون بكرامة، وحيث يلتزم الجميع بوحدة الهند وسلامة أراضيها، وحيث يتمتع الجميع بثمار النمو والتقدم".
أما في الخطاب المتعلق بتعليق عضوية نوبور شارما، فقال الحزب فيه إنها "عبرت عن آراء مناقضة لموقف الحزب من قضايا متنوعة، وهو ما ينتهك بوضوح القاعدة رقم 10 (أ)، من دستور حزب بهاراتيا جاناتا".
بحسب مصادر داخل الحزب، كان الجدل حول تلك التصريحات يتزايد يوماً بعد يوم، ما أثار موجة عنف في مدينة كانبور، الجمعة 3 يونيو/حزيران، بجانب احتجاجات متزايدة في دول عربية، ودعوات لمقاطعة المنتجات الهندية.
فقد انتشرت الوسوم لمقاطعة المنتجات الهندية في دول الخليج على موقع تويتر، مع نشر مفتي عمان تغريدة على حسابه الرسمي، يدين فيه هذه التصريحات.
وأثارت هذه التصريحات تفاعلاً واسعاً بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، على وسم تصدر عدداً من الدول في المنطقة، حمل اسم "إلا رسول الله يا مودي".
صفحة الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، التي يتابعها عشرات الآلاف، على موقع تويتر، نشرت فيديو للداعية محمد حسن الددو، وعلقت عليه قائلة: "العلامة الددو يوجه النداء إلى الأمة الإسلامية نصرة لرسول الله في مشارق الأرض ومغاربها، أن يغضبوا لرسول الله، كلٌّ بقدر استطاعته، بعد إساءة المتحدث الرسمي للحزب الهندي الحاكم لجناب رسول الله ﷺ، والتعريض بأمِّنا عائشة، اغضبوا يا أمة المليار".
يأتي هذا في وقت كشف فيه تقرير أمريكي عن حرية الأديان في العالم، أن مسؤولين بالهند يدعمون هجمات على أفراد من الأقليات الدينية، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن التقرير يُظهر أن الحرية الدينية وحقوق الأقليات الدينية مهددة في جميع أنحاء العالم، وضمن ذلك الهند.
واندلعت نزاعات بين المجتمعات الدينية في الهند حول أماكن العبادة، منذ أن نالت البلاد استقلالها عن الحكم البريطاني في عام 1947، لكنها أصبحت أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة، ويمثل المسلمون نحو 13% من سكان الهند.