قدّم ما يقرب من 50 عضواً في مجلس النواب الأمريكي، مشروع قرار، الأربعاء 1 يونيو/حزيران 2022، يسعى إلى إنهاء أي مشاركة أمريكية في الحملة الجوية السعودية في اليمن، مع خطط للقيام بإجراء مماثل في مجلس الشيوخ.
من شأن مثل هذا الإجراء أن ينهي تبادل معلومات المخابرات التي تُمكّن التحالف الذي تقوده السعودية، من شن ضربات هجومية، وكذلك الدعم اللوجستي لتلك الضربات.
كما يمنع تكليف أفراد أمريكيين بمرافقة "قوات التحالف المنخرطة في الأعمال العدائية"، دون إذن رسمي مسبق من الكونغرس، إضافة إلى أمور أخرى.
على الرغم من أن العديد من المشرعين الأمريكيين يعتبرون السعودية شريكاً مهماً في الشرق الأوسط، فإن أعضاء بالكونغرس ينتقدون منذ فترة طويلة، تورط المملكة في حرب اليمن التي تعد إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
يأتي مشروع القرار، الذي أيده عشرات الديمقراطيين وعدد قليل من الجمهوريين، في أعقاب جهود مماثلة في السنوات القليلة الماضية، لتقييد مشاركة الولايات المتحدة في الصراع المستمر منذ سبع سنوات أو الحد من مبيعات الأسلحة.
فعلى الرغم من عدم صدور قرار بذلك، فقد ظلت تلك الجهود تشكل ضغوطاً على البيت الأبيض لمراجعة سياسته في هذا الصدد.
من أبرز مقدمي مشروع القرار من النواب الديمقراطيين بيتر ديفازيو، وآدم شيف، وبراميلا جايابال، والنائبة الجمهورية نانسي ميس.
كما يعتزم السيناتور بيرني ساندرز، وهو مستقل يتحالف سياسياً مع الديمقراطيين، تقديم مشروع قرار مماثل في مجلس الشيوخ.
في عام 2019، جرى تمرير تشريع مماثل بمجلسي النواب والشيوخ، لكن الإجراء لم يحصل على أغلبية الثلثين اللازمة في كلا المجلسين لتجاوز حق النقض من الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
كذلك يتزامن مشروع القرار هذا، مع تحركات مسؤولين من السعودية وأمريكا من أجل إصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين، منذ انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة عام 2020، خاصة بعد اتهامات وجهتها واشنطن للرياض بخصوص قضية مقتل الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي في قنصلية بلده بإسطنبول.
ففي أحدث خطوة لتطبيع العلاقات بين أمريكا والسعودية، أعلنت الرياض، الثلاثاء 24 مايو/أيار 2022، أن "وفداً من أعضاء الكونغرس الأمريكي" التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحثا "علاقات الصداقة ومسائل مشتركة".
يُذكر أنه منذ أكثر من 7 سنوات يشهد اليمن حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر/أيلول 2014.