قال مسؤول كبير في منطقة خيرسون الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية، الإثنين 30 مايو/أيار 2022، إنَّهم بدأوا تصدير الحبوب من المنطقة إلى روسيا، في خطوة من المرجح أن تثير غضب كييف وتُعمِّق المخاوف بشأن أزمة غذاء عالمية وشيكة.
وقال كيريل ستريموسوف لوكالة الأنباء الروسية المملوكة للدولة تاس: "لدينا مساحة لتخزين المحصول الجديد بالرغم من أنَّ لدينا الكثير من الحبوب هنا. والناس الآن يقومون بإخراجها جزئياً بعدما اتفقوا مع أولئك الذين سيشترونها من الجانب الروسي"، حسب صحيفة The Independent البريطانية.
وحاصرت روسيا كل الموانئ البحرية الأوكرانية وعطَّلت صادراتها من الحبوب منذ بدء الغزو في 24 فبراير/شباط، مما أثَّر على أسعار الغذاء العالمية، وتسبب في انعدام أمن غذائي وأثَّر على السكان العرضة للخطر، حسب الصحيفة.
وفضلاً عن حصار الطرق البحرية للبلاد، اتهمت أوكرانيا أيضاً روسيا بالذهاب إلى حد سرقة حبوبها.
وكشفت صور أقمار صناعية في 19 و21 مايو/أيار عن تحميل سفينتيّ شحن روسيتين في القرم بالمحصول. وليس واضحاً ما إن كانت السفينتان تحملان سلعاً مسروقة، لكنَّ سرقة المحصول سلاح شائع في زمن الحرب.
من جانبه حذَّر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، خلال تصريحاته في المؤتمر الاقتصادي العالمي بدافوس الأسبوع الماضي، من كوارث المجاعة والجوع، واتهم روسيا بمنع أوكرانيا من تصدير 22 مليون طن من المنتجات الغذائية.
ووفقاً لتقرير لوزارة الزراعة الأمريكية يعود إلى أكتوبر/تشرين الأول 2021، أنتجت أوكرانيا نحو 80 مليون طن متري من الحبوب، بما في ذلك القمح والذرة والشعير.
ومن المتوقع هذا العام أن تنتج أقل من نصف ذلك. وتُعَد أوكرانيا، جنباً إلى جنب مع روسيا، مسؤولة عن إنتاج نحو 30% من صادرات القمح العالمية.
وليس واضحاً ما إن كانت حبوب خيرسون ستُصدَّر إلى الخارج أو ما إذا كانت روسيا ستستفيد منها محلياً، لكنَّ أوكرانيا لن تستفيد منها في كلتا الحالتين.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في مكالمة هاتفية السبت، 28 مايو/أيار، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، للزعيمين الأوروبيين إنَّ روسيا "مستعدة" لشحن القمح العالق في أوكرانيا.
وتُعَد خيرسون، الواقعة إلى الشمال مباشرةً من القرم، هي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ أمر بوتين بغزو أوكرانيا.
وفي 11 مايو/أيار، صرَّح ستريموسوف لوسائل إعلام رسمية روسية بأنَّ الحكومة المحلية تستعد أن تطلب من بوتين ضم الإقليم إلى روسيا بحلول نهاية 2022. وقال حينها: "لن تكون هناك استفتاءات".
في غضون ذلك، قال بوتين إنَّ روسيا مستعدة لتسهيل تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية دون عراقيل بالتنسيق مع تركيا، وذلك بحسب بيان من الكرملين بشأن المباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وجاء في البيان: "أشار فلاديمير بوتين إلى استعداد الجانب الروسي لتسهيل النقل البحري للبضائع دون عراقيل بالتنسيق مع الشركاء الأتراك. وينطبق هذا أيضاً على تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية".
ووفقاً للكرملين، أضاف بوتين أنَّه في حال رفع العقوبات، يمكن لروسيا أن "تُصدِّر كميات كبيرة من الأسمدة والمنتجات الزراعية".