وقّعت الإمارات وإسرائيل في دبي، الثلاثاء 31 مايو/أيار 2022، اتفاق تجارة حرة، هو الأول من نوعه بين الاحتلال الإسرائيلي ودولة عربية، في أحد أهم الثمار الاقتصادية لتطبيع العلاقات بين القوتين التجاريتين قبل أقل من عامين.
جرى توقيع هذا الاتفاق بعد يومين من مشاركة عشرات آلاف الإسرائيليين في "مسيرة الأعلام" في ذكرى "توحيد القدس" عبر احتلال القدس الشرقية خلال حرب العام 1967. وقد ضمت إسرائيل القدس الشرقية في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وخلال المسيرة التي تعد تظاهرة استفزازية للفلسطينيين الذين يتطلعون إلى جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، هتف أعضاء في جماعتي "لافاميليا" و"ليهافا" اليمينيتين المتطرفتين "الموت للعرب".
احتفاء بالاتفاقية
وكتب السفير الإسرائيلي لدى الإمارات أمير حايك في تغريدة على تويتر "مبروك"، وأرفقها بصورتين لنسختين من اتفاقية التجارة الحرة، وصورة لمجموعة من المسؤولين الإماراتيين والإسرائيليين بعيد التوقيع.
من جهته، قال السفير الإماراتي لدى إسرائيل محمد آل خاجة على تويتر إن توقيع "اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة" هو "إنجاز كبير، فهي تجعل الشركات تصل مباشرة إلى الأسواق وتستفيد من إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية".
وتابع "سنعمل معا وفقها لزيادة الاستثمارات وخلق الوظائف وتعزيز الجهود من أجل المناخ والأمن الغذائي".
وجرى توقيع الاتفاقية بعيداً عن أعين الصحافة، فقد أبلغت وزارة الخارجية الإماراتية وسائل الإعلام بأنه لا يمكنها حضور التوقيع، دون أي يُذكر سبباً لهذا التغيير المفاجئ.
ماذا يترتب على هذه الاتفاقية؟
من شأن هذه الاتفاقية خفض أو إلغاء التعريفات الجمركية وتستهدف بمرور الوقت زيادة حجم التجارة البينية السنوي إلى ما يربو على عشرة مليارات دولار.
بموجب الاتفاق، سيجري "استثناء 96 بالمئة من جميع السلع (من الرسوم الجمركية)، فورًا أو تدريجيًا"، حسبما أفادت وزارة الاقتصاد الإسرائيلية التي اعتبرت خطوة التوقيع "تاريخية بالنسبة لعلاقاتنا الاقتصادية".
يذكر أن الإمارات كانت أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تطبع العلاقات مع إسرائيل. وجرى التوقيع بوساطة من الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب في أيلول/سبتمبر 2020، قبل أن تطبّع البحرين والمغرب والسودان علاقاتها أيضا مع الدولة العبرية.
وتقيم إسرائيل علاقات تجارية مع مصر والاردن منذ عقود، ولديها اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي وتركيا ودول في أميركا اللاتينية.
ووقّعت مع المغرب في شباط/فبراير اتفاقاً للتعاون الاقتصادي يطمح من خلاله البلدان الساعيان لتعزيز علاقاتهما إلى زيادة قيمة التبادلات التجارية بينهما أربعة أضعاف لتصل إلى نصف مليار دولار سنوياً.
دبي مركز للشركات الاسرائيلية
بالنسبة للعلاقات الاقتصادية مع الامارات، بلغ إجمالي التبادل التجاري بين الدولة الخليجية النفطية الثرية وإسرائيل العام الماضي نحو 900 مليون دولار، وفقا للإحصائيات الرسمية الإسرائيلية.
وقال رئيس مجلس الأعمال الإماراتي-الإسرائيلي دوريان باراك إنّ "التجارة بين الإمارات وإسرائيل ستبلغ 2 مليار دولار في عام 2022، وترتفع إلى حوالي 5 مليارات دولار في 5 سنوات، مدعومة بالتعاون في قطاعات الطاقة المتجددة والسلع الاستهلاكية والسياحة وعلوم الحياة".
وأضاف في بيان الثلاثاء "أصبحت دبي بسرعة مركزًا للشركات الإسرائيلية التي تتطلع إلى جنوب آسيا والشرق الأوسط والشرق الأقصى كأسواق لسلعها وخدماتها".
وتابع "ما يقرب من 1000 شركة إسرائيلية ستعمل في ومن خلال الإمارات العربية المتحدة بحلول نهاية العام".