في تصريح نادر؛ علّق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على التقارير الغربية التي تتحدث عن مرض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وقال إنها مجرد شائعات، وفق ما صرح به في مقابلة تلفزيونية، الأحد 29 مايو/أيار 2022.
يأتي ذلك بعد أن زعمت صحيفة The Times البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مصاب بسرطان الدم، وأنه قد خضع لعملية جراحية في ظهره مرتبطة بهذا المرض، وذلك قبل وقت قصير من إصداره الأمر بغزو أوكرانيا.
لكن سيرغي لافروف وصف الأنباء التي تتحدث عن مرض الرئيس الروسي بأنها مجرد شائعات، وقال: "لا توجد أية إشارات تدل على إصابته بأي مرض".
إذ يبلغ الرئيس فلاديمير بوتين، الذي يقود روسيا لأكثر من عقدين من الزمان، 70 عامًا في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
في إشارة إلى أن الرئيس بوتين يظهر بشكل منتظم في الأماكن العامة، قال لافروف لقناة TF1 (تي إف وان) الفرنسية: "لا أعتقد أن الأشخاص العقلاء يمكنهم رؤية علامات المرض أو الاعتلال في هذا الشخص".
مرض فلاديمير بوتين بالسرطان
كان تحقيق روسي نُشر خلال أبريل/نيسان الماضي، قال إن جرّاح سرطان زار بوتين 35 مرة خلال 4 سنوات، في مقر إقامته على البحر الأسود، مشيراً إلى أن لدى الرئيس عدداً كبيراً من الأطباء الذين يرعون حالته الصحية، ورجح أن يكون بوتين قد خضع لعملية جراحية خطيرة قبل سنوات.
صحيفة "التايمز" نقلت عن مجلة New Lines الأمريكية، قولها إن أحد الأثرياء الروس والمقربين من الكرملين ذكر ذلك في تسجيل خلال نقاش مع مستثمر غربي منتصف مارس/آذار الماضي، شاكياً من أن الرئيس قد أصيب بـ"الجنون"، وأن هناك استياءً عميقاً في موسكو بشأن حالة الاقتصاد، مضيفاً: "نأمل جميعاً وفاة بوتين".
مضى الثري الروسي قائلاً إن فلاديمير بوتين دمر الاقتصاد الروسي والاقتصاد الأوكراني والعديد من الاقتصادات الأخرى، "المشكلة في رأسه، فشخص مجنون واحد يمكنه أن يقلب العالم رأساً على عقب".
كما أشارت التايمز إلى أن تكهنات بشأن صحة بوتين قد سرت بعد أن شوهد في عدة مناسبات وهو يعرج، وشوهد في أثناء اجتماع آخر في أبريل/نيسان الماضي، مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، وهو يمسك بجانب طاولة ليعتمد عليها. وأضافت أن بوتين لُفَّ ببطانية ثقيلة من الصوف خلال موكب يوم النصر الأسبوع الماضي؛ ما أثار مزيداً من التكهنات.
أضافت أن شويغو سبق أن قدم إلى فلاديمير بوتين العلاج البديل خلال رحلة لسيبيريا، وأن الرئيس الروسي لا يذهب إلى أي مكان إلا برفقة 3 أطباء، بينهم طبيب أورام ماهر في علاج السرطان.
موقف روسيا في الحرب الأوكرانية
لافروف شدد في مقابلة تلفزيونية على أن ما وصفه بـ"تحرير" منطقة دونباس بشرق أوكرانيا يمثل "أولوية رئيسة" بالنسبة لروسيا.
ودفاعاً عن العملية العسكرية الروسية الجارية بعد أكثر من 3 أشهر من الغزو، قال مرة أخرى إنها تهدف إلى "نزع سلاح" جارتها. وكرر موقف الكرملين، الذي لاقى سخرية على نطاق واسع، بأن روسيا تقاتل "نظام النازيين الجدد".
رداً على سؤال حول التكلفة البشرية للقتال، الذي شهد هجمات مدفعية وصواريخ مدمرة على بعض المناطق الحضرية، أصر لافروف على أن الجنود الروس "يخضعون لأوامر صارمة بشكل قاطع لتجنب الهجمات والضربات على البنية التحتية المدنية".
منذ الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير/شباط الماضي، قُتل ما لا يقل عن 4031 مدنياً، وجُرح 4735، وفقًا للأمم المتحدة، وقتل أو جُرح عدد غير معروف من المقاتلين. وفرّ أكثر من 14 مليون شخص من منازلهم، وتحولت البلدات والمدن إلى ركام.
حيث يتركز القتال الآن في دونباس، حزام التعدين المكون من منطقتي دونيتسك ولوهانسك، وانفصل الانفصاليون في المنطقتين، اللتين تربطهما تاريخياً علاقات قوية بروسيا، في عام 2014 عن أوكرانيا، ويقاتلون الآن إلى جانب القوات الروسية من أجل السيطرة الكاملة.
إذ قال لافروف لقناة TF1: إن الانتصار في "منطقتي دونيتسك ولوهانسك، المعترف بهما من قبل الاتحاد الروسي كدولتين مستقلتين، يمثل أولوية غير مشروطة".
لكنه أضاف أن الأمر متروك لبقية أوكرانيا، إذا ما كان الناس هناك "سعداء بالعودة إلى سلطة نظام النازيين الجدد الذي أثبت أنه كاره للروس في جوهره".