زار مسؤول إسرائيلي كبير، سراً، المملكة العربية السعودية، وسط توقعات بأن تل أبيب والرياض تستعدان لاتخاذ خطوات تمهيدية نحو تطبيع العلاقات، وفق تقرير نشرته صحيفة The Times of Israel الإسرائيلية، السبت 28 مايو/أيار 2022.
إذ عقد الاجتماع مؤخراً في قصر بالرياض وشمل استقبالاً حاراً للمندوب الإسرائيلي، وفق ما نقلته "تايمز أوف إسرائيل" عن القناة 12 الإسرائيلية الجمعة 27 مايو/أيار، دون الكشف عن اسمه أو منصبه.
المصالح الأمنية
الصحيفة ذكرت أن القناة أشارت إلى أن "الجانبين ناقشا المصالح الأمنية الإقليمية التي ازدادت خلال السنوات الأخيرة نتيجة التهديدات المشتركة التي تمثلها إيران".
كما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليومية بأن لقاءات بين شخصيات من البلدين عقدت مؤخراً من دون تقديم أي معلومات أخرى.
جاء هذا الاجتماع، الذي أخبرت عنه وسائل الإعلام، في الوقت الذي ضغطت فيه الولايات المتحدة من أجل التعاون بين حلفائها في المنطقة، وزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط.
وبحسب يديعوت أحرونوت والقناة 12 فإن الولايات المتحدة تسعى إلى خطوة علنية أكبر من المملكة العربية السعودية تجاه التطبيع مع إسرائيل.
تيران وصنافير
وفي وقت سابق، سافر منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة، عاموس هوشتاين، إلى المملكة العربية السعودية، في محاولة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن نقل جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر من مصر إلى المملكة العربية السعودية.
وتتطلب الصفقة موافقة إسرائيلية بسبب قوة المراقبة متعددة الجنسيات المنشورة في الجزر منذ اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر.
ونتيجة لذلك، أفادت تقارير بأنَّ الولايات المتحدة وإسرائيل تدفعان المملكة السعودية لاتخاذ سلسلة من الخطوات الصغيرة نحو التطبيع الكامل مع إسرائيل.
خطوات التطبيع
ويوم الثلاثاء، ذكر موقع Axios الأمريكي أنَّ هذه الخطوات المُقتَرَحة تشمل سماح السعودية لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لجميع الرحلات، وليس فقط الرحلات إلى دول الخليج، والرحلات المباشرة بين إسرائيل والسعودية للحجاج المسلمين إلى مكة والمدينة.
وأضاف الموقع أن القضية تتعلق باستكمال نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر من السيادة المصرية إلى السيادة السعودية بموافقة إسرائيلية.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن مسؤولي البيت الأبيض يروجون لتشكيل محور أمني إقليمي يربط بين إسرائيل ومصر والسعودية والأردن والإمارات ودول أخرى.
زيارة بايدن
كان ماكغورك يعمل على تنظيم اجتماع بين بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ويهدف إلى التوسط في اتفاق بين مصر والسعودية وإسرائيل قبل زيارة بايدن إلى المنطقة أواخر الشهر المقبل.
بينما لم تؤكد الإدارة الأمريكية سوى زيارة بايدن المخطط لها إلى إسرائيل، ذكرت شبكة CNN الأسبوع الماضي أنَّ المسؤولين الأمريكيين يسعون لتنظيم لقاء بين بايدن وولي العهد السعودي.
ويسعى البيت الأبيض التوصل إلى اتفاق قبل زيارة بايدن المرتقبة إلى الشرق الأوسط في نهاية يونيو/حزيران، التي تم الحديث عنها مؤخراً، والتي قد تشمل السعودية ولقاء ولي العهد محمد بن سلمان، بحسب "أكسيوس".
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، سُئل عما ورد في تقرير "أكسيوس"، يوم الثلاثاء، خلال إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، إلا أنه لم ينفِ ما جاء في التقرير، لكنه قال إنه يجب اتخاذ المزيد من الخطوات لإيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفقاً للموقع.
من جانبها، لم تُدلِ المملكة العربية السعودية بأي تعليق على ما جاء في التقارير الإعلامية بشأن هذه الزيارة.