قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، الخميس 26 مايو/أيار 2022، إن الجيش نشر غرفاً محصنة في شوارع مدينة سديروت، القريبة لقطاع غزة، تحسباً لتدهور الأوضاع الأمنية، بسبب "مسيرة الأعلام".
يأتي ذلك وسط استنفار أمني وعسكري إسرائيلي تحسباً لتفجر الأوضاع في مختلف المناطق الفلسطينية، بسبب مسيرة الأعلام، التي سمحت سلطات الاحتلال بتنظيمها ومرورها عبر مناطق في القدس الشرقية، وسط تحذيرات من المقاومة الفلسطينية.
إسرائيل تستعد لـ"تدهور الأوضاع"
هيئة البث الإسرائيلية قالت إن الحكومة تستعد لـ"تدهور الأوضاع الأمنية" بسبب المسيرة.
كما أشارت إلى أن الحكومة "استدعت ثلاث سرايا احتياط، من حرس الحدود (تابعة للشرطة الإسرائيلية)، لنشرها يوم الأحد في القدس (يوم انطلاق المسيرة)".
فيما حذّرت أوساط رسمية وحزبية فلسطينية، الخميس، من عواقب "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية، التي من المقرر أن تنطلق الأحد، من القدس الغربية، وتمر بالقدس الشرقية المحتلة.
إذ يخشى بعض المراقبين من اندلاع موجة قتال جديدة بين الفصائل الفلسطينية في غزة والجيش الإسرائيلي، على إثر المسيرة.
بحسب القناة (13) الإسرائيلية الخاصة، فقد نشر الجيش الإسرائيلي منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ، قرب الحدود مع قطاع غزة، تحسباً لإطلاق قذائف من القطاع رداً على المسيرة.
استفزازات "مسيرة الأعلام"
سنوياً، يُنظم إسرائيليون يمينيون "مسيرة الأعلام" بالقدس، 29 مايو/أيار، لإحياء ذكرى ضمّ إسرائيل للجزء الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حرب يونيو/حزيران 1967.
غير أنه في 18 مايو/أيار الجاري، قبِل وزير الأمن الداخلي عومر بارليف توصية الشرطة بالموافقة على تنظيم "مسيرة الأعلام"، عبر المسار المقرر من القدس الغربية.
إذ ستمر عبر باب العامود، بالقدس الشرقية، ومنها إلى شارع هاجي (طريق الواد)، داخل أسوار البلدة القديمة، وصولاً إلى حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى، والذي تسميه إسرائيل "حائط المبكى".
تحملُ المسيرة هذا الاسم نظراً للعدد الكبير من الأعلام الإسرائيلية التي يحملها المشاركون فيها.
تحذيرات فلسطينية للاحتلال
وجّهت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأربعاء، تحذيرات من سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى وإقامة مسيرة الأعلام المستفزة، فيما حملت السلطة الفلسطينية تل أبيب المسؤولية كاملة عن التصعيد المحتمل بعد المسيرة، في وقت تستنفر فيه تل أبيب قواتها استعداداً لأي تصعيد.
المقاومة قالت إن "خطوة تل أبيب التصعيدية ستجعلها تتحمل أثماناً باهظة لسلوكياتها العنصرية المتطرفة"، ونقل الموقع الإلكتروني للحركة عن الناطق باسمها فوزي برهوم قوله إن "على حكومة الاحتلال أن تفهم رسائل المقاومة الفلسطينية جيداً".
من جهته، قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب لـ"شبكة قدس الإخبارية"، إن وسطاء نقلوا لهم رسائل تل أبيب بأنها غير معنية باستفزاز مشاعر المسلمين بمسيرة الأعلام، إلا أن هناك إصراراً واضحاً من المستوطنين، وهذا يعني أن المنطقة "ستتجه للتصعيد وسيتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن النتائج".
بدورها، نددت الرئاسة الفلسطينية باستفزازات الاحتلال الإسرائيلي، وحمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع، إثر السماح بتنظيم مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس.
الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أكد في تصريح صحفي، أن الشعب الفلسطيني وقيادته قادرون على حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، كما فعلوا في قضية البوابات وصفقة القرن وأفشلوها.
أضاف أبو ردينة أنه جراء استمرار التحدي والاستفزاز الإسرائيليين، والإصرار على القيام بما يسمى "مسيرة الأعلام"، فإنه حان الوقت لتصبح القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية راية للجميع فلسطينياً وعربياً، لمواجهة هذه الاعتداءات المتواصلة من قِبل الاحتلال ومتطرفيه، المزعزعة للاستقرار.
كما طالب أبو ردينة، المجتمع الدولي، والإدارة الأمريكية على وجه التحديد، باتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الاستفزازات الإسرائيلية، مطالباً أيضاً الإدارة الأمريكية بإزالة الغموض في العلاقات الفلسطينية- الأمريكية، من خلال العمل على تنفيذ أقوالها، وأن تحافظ على مصداقيتها، وعلى الشرعية الدولية والقانون الدولي.