بدأ وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو زيارة، تستمر يومين، إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، اليوم الثلاثاء 24 مايو/أيار 2022، هي الأولى لمسؤول تركي كبير منذ أكثر من 10 أعوام.
المسؤول التركي سيزور المسجد الأقصى خلال زيارته إلى الأراضي الفلسطينية، كما سيلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم بوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، ووزير السياحة يوئيل رازفوزوف.
وتصاعد التوتر في المنطقة بعد مواجهات في الآونة الأخيرة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في ساحة المسجد الأقصى، وهو ما فاقمته مسيرة الأعلام الإسرائيلية المزمعة في البلدة القديمة، يوم الأحد المقبل.
وانهارت محادثات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين بوساطة أمريكية في 2014، كانت تهدف لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة.
ولم يعقد الجانبان أية محادثات جادة منذ ذلك الحين.
فيما تسعى إسرائيل وتركيا إلى إصلاح العلاقات المتوترة منذ وقت طويل بينهما، وبرزت الطاقة كمجال مهم للتعاون المحتمل؛ إذ وصف متحدث إسرائيلي، زيارة وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إلى إسرائيل، بـ"المهمة جداً".
وقال المتحدث بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية ليؤر خياط: "هي زيارة مهمة للغاية كجزء من عملية دفء العلاقة بين البلدين".
أزمة بين تل أبيب وأنقرة
ويشار إلى أنه، في وقت سابق، أشارت صحف إسرائيلية إلى أن زيارة تشاووش أوغلو، إلى القدس أثارت أزمة بين تل أبيب وأنقرة؛ إذ أفادت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن زيارته قد تمثل خرقاً دبلوماسياً بين البلدين، بسبب اعتزام المسؤول التركي زيارة القدس دون أي مرافقة لعناصر الأمن الإسرائيلي.
التقرير الذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن "مسؤول مطلع على التفاصيل"، أفاد بأنَّ تشاووش أوغلو يعتزم زيارة الحرم دون أي إسرائيليين رفقته، وذكر التقرير أنَّ خطته هذه أثارت أيضاً جدلاً يشمل جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" حول البروتوكول الأمني لزيارته، في وقت لم تصدر أنقرة أي تعليق على الموضوع.
كان الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، وتشاووش أوغلو قد أعلنا لأول مرة عن زيارة الوزير التركي المزمعة لإسرائيل في مارس/آذار، حين كان هرتسوغ في أنقرة، وأفاد تقرير هيئة البث الإسرائيلية العامة بأنَّه كان من المفترض أن يجري تشاووش أوغلو الزيارة في أبريل/نيسان، لكنَّ التاريخ أُرجِئ لأنَّ إسرائيل أرادت تجنُّب المزيد من تأجيج الوضع المتوتر في القدس خلال شهر رمضان.
فيما كانت هناك اشتباكات شبه يومية بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين في القدس خلال العطلة، تدور أساساً حول الحرم القدسي.
علاقات تركيا وإسرائيل
فيما كانت إسرائيل وتركيا حليفين إقليميين قويين سابقاً، لكنَّهما شهدا تدهور علاقتهما خلال عهد أردوغان الطويل؛ إذ كان الرئيس التركي مُنتقِداً عالي الصوت لسياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
وسحب البلدان سفيريهما بشكل متبادل عام 2010، بعدما قامت القوات الإسرائيلية بإنزال على متن أسطول متجه لغزة يحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين، وهاجمته، وقتلت 10 مواطنين أتراك في الاشتباك الذي أعقب ذلك.
تحسنت العلاقات ببطء، لكنَّها انهارت مجدداً عام 2018، بعدما سحبت تركيا، التي غضبت بسبب نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس، سفيرها مجدداً من إسرائيل، ما دفع إسرائيل للرد بالمثل.