تخطط المملكة العربية السعودية لمواصلة شراكتها مع روسيا تحت مظلة مجموعة "أوبك +"، وذلك على الرغم من الضغوط الغربية على موسكو، وحظر الاتحاد الأوروبي المحتمل لواردات النفط الروسية.
وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قال في تصريحات لصحيفة The Financial Times، إن الرياض كانت تأمل في "صياغة اتفاق مع أوبك+ التي تضم روسيا"، مُصراً على أن "العالم يجب أن يقدر قيمة" تحالف المنتجين.
"أوبك +" هي مجموعة من 24 دولة منتجة للنفط، وتتألف من 14 دولة عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، و10 دول من خارج "أوبك"، بما في ذلك روسيا.
تأسست المجموعة في عام 2017 في محاولة لتحسين تنسيق إنتاج النفط وتحقيق استقرار الأسعار العالمية، وفقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الأحد 22 مايو/أيار 2022.
يأتي هذا بينما تشهد العلاقات بين أمريكا والسعودية توتراً منذ تولى بايدن لمنصبه، إذ تواجه الرياض انتقادات بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلده في إسطنبول.
إضافة لذلك، أعربت كل من الرياض وأبوظبي عن مخاوفهما من محاولات واشنطن إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
توجه تصريحات الأمير عبد العزيز رسالة إلى الولايات المتحدة وحلفائها في "الناتو"، مفادها أنها لا تخطط للمشاركة في المحاولات الغربية لعزل موسكو أو صادراتها النفطية، وفقاً للموقع البريطاني.
في غضون ذلك، يعاني مستهلكو الطاقة من الارتفاع الصاروخي في أسعار النفط، وتقاوم السعودية ضغوطًا لزيادة إنتاج النفط الخام من أجل المساعدة في خفض الأسعار في أعقاب هجوم روسيا على أوكرانيا المستمر منذ يوم 24 فبراير/شباط، لكنها تصر على أن الإمدادات الحالية كافية.
مع ذلك، من المتوقع التوصل إلى اتفاق جديد بشأن "أوبك +" قريباً، حيث من المقرر أن تنتهي حصص الإنتاج التي وُضِعَت قبل عامين في غضون ثلاثة أشهر.
الأمير عبد العزيز أشار في تصريحاته إلى أنه "لا يستطيع التنبؤ بالشكل الذي قد تبدو عليه اتفاقية "أوبك +" الجديدة، بالنظر إلى حالة عدم اليقين في السوق، لكنه أعرب عن ثقته بأن المجموعة ستزيد الإنتاج "إذا كان الطلب موجوداً".
أضاف الوزير السعودي أنه "في ظل الفوضى الحالية من السابق لأوانه محاولة تحديد [اتفاق]. لكن ما نعرفه هو أن ما نجحنا في تحقيقه كافٍ ليقول الناس: حتى الآن هناك ميزة، وهناك قيمة للمشاركة والعمل معاً".
يُشار إلى أنه وفقاً لاتفاقية "أوبك +" لعام 2020، رفع أعضاء التحالف إجمالي الإنتاج كل شهر بكمية متواضعة قدرها 430 ألف برميل يومياً.
لكن إنتاج روسيا انخفض بنحو مليون برميل يومياً بين مارس/آذار، وأبريل/نيسان من العام الجاري، وتتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاضه أكثر، إذ سينخفض بما يصل إلى 3 ملايين برميل في اليوم إذا انتهى الأمر بفرض القوى الغربية عقوبات مشددة على روسيا.
يرى الأمير عبد العزيز أن السياسة يجب أن تبقى خارج مجموعة "أوبك +"، وقال: "هذا الوضع يحتاج إلى أن يجلس الناس معاً، ويركزوا، وينزعوا الأقنعة ويتخلصوا مما يسمى الصوابية السياسية، يتعلق الأمر بمحاولة الارتباط بالواقع الحالي وإيجاد علاجات له".