قاد أوكراني يدعى سيرهي بيلييف (32 عاماً) سيارته لمسافة 3700 كيلومتر للقاء والديه وخطيبته الذين يعيشون على بعد 10 كيلومترات فقط، وفق ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 22 مايو/أيار 2022.
وبحسب الصحيفة، فإن بيلييف الذي كان يعيش في قرية شيركوني التي تبعد عن منزل خطيبته في خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، سوى عشر دقائق بالسيارة، لكن الطريق المختصر بين قريته والمدينة بات يستحيل المرور منه بعد أن سيطرت القوات الروسية على قريته في ظرف ساعات معدودة.
وأصبح خط المواجهة لأكبر حرب شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية يحول بينه وبين خطيبته ناتالي دروز (28 عاماً) ووالديه.
رحلة الحدود
يقول بيلييف إنه "انتقل من الحدود الروسية، إلى لاتفيا، ثم إلى ليتوانيا وبولندا والعودة إلى غرب أوكرانيا للوصول إلى خاركيف من الغرب، وكان قراراً جنونياً بعض الشيء، لكنه لم يكن مستحيلاً".
وما تلا ذلك كان مغامرة استثنائية لفتت إليه أنظار شرطة الكرملين السرية FSB، التي اشتبهت في وشايته بمواقع القوات الروسية للجيش الأوكراني.
فعبر بيلييف مدناً تحت القصف، وقاد سيارته عكس اتجاه قافلة لاجئين، واعترف بأنه مر بلحظات تردد "ولكنها لم تدم طويلاً.. فكان لا بد أن أذهب لخطيبتي".
وتابع بيلييف: "الكثير من الطرق كانت مغلقة، ربما أضاف ذلك 100 كيلومتر إلى الـ550 كيلومتراً في رحلتنا، ولكنها لا شيء يذكر حين تقود 3700 كيلومتر عوضاً عن 10 كيلومترات لتصل إلى منزلك".
ووصل بيلييف إلى كييف ظهر يوم 15 أبريل/نيسان ونام عند أحد أصدقائه في فراش لأول مرة منذ 11 يوماً.
المرة الأولى التي يقود فيها السيارة بمفرده
بينما في صباح يوم 18 أبريل/نيسان، غادر كييف متوجهاً إلى مدينة بولتافا، وهي مدينة في منتصف الطريق إلى وجهته، ويعيش بها شقيقه الأصغر، مضيفاً أن هذه الرحلة كانت هي المرة الأولى التي يقود فيها السيارة بمفرده، وكان الأمر شاقاً.
وفي بولتافا، اشترى الأدوية لوالديه ثم سلك طريق خط المواجهة للحرب في أوكرانيا، حيث ظلت قريته معزولة واحتدمت معركة خاركيف، ولكن لم يشعر بيلييف بذرة واحدة من التردد. بل ربما حان الوقت لمفاجأة صغيرة.
واستكمل بيلييف مبتسماً: "اتصلت بوالدي وأخبرته أن أحد المتطوعين على مسافة قريبة ومعه الإمدادات، وأن عليه الحضور، ووجدني". وتعانق الرجلان، فيما بكت والدته بحرارة. ثم على بعد 50 متراً فقط من منزل ناتالي، أوقفته الشرطة.
وقال: "اشتبهوا في الأغطية وحالة سيارتي وسألوني إن كنت أنام فيها ولماذا، وكانت طوابع جواز سفري وحدها هي ما أقنعتهم بقصتي".