بعد أن أعلنت مدينة نيويورك الأمريكية تسجيل أول إصابة بجدري القرود، نصحت السلطات الصحية في المدينة، السبت 21 مايو/أيار 2022، المواطنين بالالتزام بارتداء الكمامة لتجنب العدوى الناتجة عن المرض.
مسؤولو الصحة في المدينة الأمريكية قالوا، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام أجنبية، إن الأقنعة كانت فعالة في منع انتشار جدري القرود الذي ينتج عنه آفات جلدية ويتسبب في ظهور أعراض الإنفلونزا على المرضى.
فيما كتب مسؤولو الصحة في المدينة في بيان صحفي: "كإجراء احترازي، يجب على أيٍّ من سكان نيويورك الذين يعانون من مرض شبيه بالإنفلونزا مع تورم الغدد الليمفاوية والطفح الجلدي على الوجه والجسم الاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بهم". وأضاف:" وزارة الصحة تدعو سكان نيويورك إلى ارتداء أقنعة للوجه للحماية من تفشي الفيروس الجديد"، إذ أشارت إلى أن الجدري ينتشر في المقام الأول من خلال الاتصال الجسدي، ولكن يمكن أيضاً أن ينتقل عبر الرذاذ التنفسي في الهواء.
وفي الوقت نفسه، أصدر مركز السيطرة على الأمراض (CDC) تحذيراً يوم الجمعة يحث الأطباء والإدارات الصحية على توخي "اليقظة" في حالات الإصابة بجدري القرود وسط زيادة الانتشار العالمي.
المرض ينتشر في الدول الأوروبية
يأتي هذا في وقت يواصل فيه المرض انتشاره في الدول الأوروبية فيما كشفت سوزان هوبكنز، كبيرة المستشارين الطبيين في وكالة الأمن الصحي البريطانية، انتشار مرض "جدري القرود" بشكل ملحوظ بين "المثليين ومزدوجي الميول الجنسية" في كل من المملكة المتحدة وأوروبا، في وقت أعلنت فيه إسرائيل عن رصد أول إصابة بالفيروس.
جاء ذلك في تصريحات لهوبكنز نقلتها وسائل إعلام بريطانية، من بينها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
أضافت هوبكنز أن بريطانيا "تتوقع اكتشاف المزيد من الحالات خلال الأيام المقبلة"، داعيةً المتخصصين في الرعاية الصحية إلى "زيادة اليقظة".
وكان خبراء في الرعاية الطبية ببريطانيا قد أعلنوا أنه سيتم منح لقاحات "جدري القرود" للمثليين "كجزء من حملة مركزة لمواجهة تفشي هذا المرض في المملكة المتحدة".
في السياق ذاته، أكدت وزارة الصحة البريطانية، الجمعة 20 مايو/أيار 2022، رصد 20 حالة إصابة بـ"جدري القرود".
يأتي هذا بينما أعلنت 11 دولة في أوروبا وأمريكا الشمالية عن رصدها إصابات بجدري القرود، بينها بريطانيا، وإيطاليا، والبرتغال، وإسبانيا، والسويد، وفرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، وكندا، والولايات المتحدة.
كذلك أكدت أستراليا، ظهور أول حالة إصابة بمرض "جدري القرود" في ولاية فيكتوريا، بينما لا تزال حالة أخرى قيد التحقق منها في مدينة سيدني.
يُعد جدري القرود أحد أشكال مرض الجدري الجلدي، وهو مرض تم القضاء عليه عام 1980، ويعتبر من الأنواع الأقل انتقالاً وفتكاً، كما أن أعراضه أكثر اعتدالاً.
عادةً ما يستمر المرض مدة أسبوعين إلى 4 أسابيع، ويمكن أن تظهر أعراضه خلال فترة تتراوح من 5 إلى 21 يوماً بعد الإصابة، وتم الكشف عن هذا المرض أول مرة في عام 1958، عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.