قال تجار إن نحو 300 ألف طن من القمح اشترتها مصر من أوكرانيا ما زالت عالقة؛ وذلك بسبب ظروف الحرب التي تعيشها أوكرانيا، جراء الهجوم الذي تشنه روسيا منذ فبراير/شباط 2022.
وكالة رويترز نقلت عن التجار قولهم: إن شحنات القمح هذه كانت الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر قد طلبت شراءها للتسليم في فبراير/شباط، ومارس/آذار 2022، مع وجود شحنة عالقة في ميناء، وأربع شحنات أخرى لم تحمَّل بعد.
أشار التجار ومسؤولون إلى أن الهيئة المصرية عرضت على التجار تمديداً من أجل تسليم الشحنات.
يأتي هذا بينما تعتمد مصر، وهي عادة أكبر مستورد للقمح في العالم، بشكل كبير على شحنات قمح البحر الأسود، التي تعطلت بسبب الهجوم الروسي.
أثارت الحرب مخاوف بشأن قدرة مصر على الحفاظ على احتياطياتها الاستراتيجية، وضمان الحصول على قمح بتكلفة ميسورة، لاستخدامه في توفير الخبز المدعوم بشدة، لما يقرب من ثلثي السكان.
كان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد قال هذا الأسبوع: إن الحكومة لديها احتياطيات من القمح تكفي لـ4 أشهر.
يقول تجار نقلت عنهم وكالة رويترز: إن أي قمح يُشترى يُحتسب ضمن الاحتياطيات الاستراتيجية للبلاد، حتى لو لم يسلَّم بعد.
كذلك ذكر تجار أن اثنتين من الشحنات التي لم تحمَّل بعد تعاقدت عليهما شركة نيبولون، واثنتين أخريين لشركة إنركو، وتوجد شحنة خامسة تعاقدت عليها شركة أولام عالقة في ميناء كورونومورسك الأوكراني على متن سفينة.
كانت الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر، قد اشترت القمح الأجنبي مرة واحدة فقط منذ بداية الحرب في أوكرانيا؛ حيث اشترت قمحاً فرنسياً بشكل أساسي في أبريل/نيسان 2022 بسعر أعلى مما كانت تدفعه سابقاً.
سبق أن أعلنت مصر أنها تبحث استيراد القمح من الهند بوصفه بديلاً مُحتملاً عن أوكرانيا، وذلك ضمن جهود القاهرة للتخفيف من تأثير قفزة في أسعار الخبز والدقيق (الطحين).
إلا أن الهند، ثاني أكبر منتج للقمح في العالم، أعلنت السبت 14 مايو/أيار 2022 أنها حظرت تصدير القمح دون إذن حكومي خاص، بسبب تراجع إنتاجها جراء موجة حر شديد.
أشارت نيودلهي، التي تعهدت بتزويد الدول الفقيرة التي كانت تعتمد على الصادرات من أوكرانيا، إلى أنها تريد ضمان "الأمن الغذائي" لسكان الهند البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة، وهو قرار من شأنه أن "يؤدي إلى تفاقم أزمة" إمدادات الحبوب على المستوى العالمي، كما حذرت مجموعة السبع يوم السبت 14 مايو/أيار 2022.
تسبب قرار الهند في ارتفاع أسعار القمح إلى مستوى قياسي، يوم الإثنين 16 مايو/أيار 2022، بعد تسجيله ارتفاعاً في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا، ووصل سعر الطن إلى 453 دولاراً.