تكبدت القوات الروسية خسائر عميقة بعد هجوم أوكراني دمر جسراً كانت تستخدمه للعبور من فوق نهر إلى شرق أوكرانيا، وفقاً لما ذكره مسؤولون أوكرانيون وبريطانيون ونقلته عنهم وكالة أسوشيتد برس يوم السبت 14 مايو/أيار 2022.
حيث نشرت القيادة الجوية الأوكرانية صوراً ومقاطع فيديو للجسر المدمر الذي يساعد في المرور فوق نهر "سفيرسكي دونيتس" بمنطقة بيلوهوريفكا، بالإضافة إلى إظهار عدد من المركبات العسكرية الروسية قرب المنطقة.
انهيار جسر في أوكرانيا
في حين وحسبما نقلت وكالة أسوشيتدبرس، فقد ذكر الأوكرانيون أنهم تمكنوا من تدمير 73 دبابة روسية على الأقل ومعدات عسكرية أخرى خلال القتال العنيف الذي دار في الأيام الماضية، وقالت القيادة إن قواتها تمكنت من "إغراق المحتلين الروس".
في سياق ذي صلة أكدت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية على تويتر الجمعة أن القوات الأوكرانية نجحت في منع محاولة عبور روسية لنهر في دونباس.
حيث قالت بريطانيا في التحديث الدوري الذي تقدمه المخابرات العسكرية إن صوراً تشير إلى أن روسيا فقدت وحدات مناورة مدرعة في مجموعة كتيبة تكتيكية واحدة على الأقل ومعدات الجسر العائم التي تم نشرها أثناء عبور نهر سيفرسكي دونيتس غربي سيفيرودونيتسك ولم يتسنّ لرويترز التحقق من صحة التقرير على الفور.
هجوم أوكراني على قوات روسيا
في سياق ذي صلة، قال حاكم أوكراني إقليمي السبت إن القوات الأوكرانية شنت هجوماً مضاداً بالقرب من بلدة إيزيوم التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا، مما قد يصبح انتكاسة خطيرة لخطط موسكو الرامية للسيطرة على منطقة دونباس بأكملها.
حيث ركزت القوات الروسية معظم قوتها النارية على دونباس في "المرحلة الثانية" من الغزو والتي أعلنتها في 19 أبريل/نيسان 2022 بعد أن فشلت في الوصول إلى العاصمة كييف من الشمال في الأسابيع الأولى من الحرب.
ابتعاد روسيا عن خاركيف
لكن أوكرانيا استعادت السيطرة على الأراضي الواقعة في الشمال الشرقي، مما دفع الروس للابتعاد عن خاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية. وسيجعل استمرار الضغط على إيزيوم وخطوط الإمداد الروسية من الصعب على موسكو تطويق القوات الأوكرانية على الجبهة الشرقية في دونباس.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني إن محادثات معقدة جداً تجري حالياً لإيجاد سبيل لإجلاء عدد كبير من الجنود الجرحى من مصنع محاصر للصلب في مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية مقابل إطلاق سراح أسرى حرب من الروس.
يذكر أن ماريوبول، التي شهدت أعنف قتال خلال الحرب الدائرة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، تخضع لسيطرة الروس الآن، لكن المئات من المدافعين الأوكرانيين عن المدينة لا يزالون صامدين في مصنع آزوفستال للصلب بالرغم من قصف روسي عنيف على مدى أسابيع.
في حين يقول محللون عسكريون غربيون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجنرالاته فشلوا في توقع مثل هذه المقاومة الأوكرانية الشرسة عندما شنوا الغزو في 24 فبراير/شباط 2022.
معاناة روسية من عقوبات أمريكية
بالإضافة إلى خسارة أعداد كبيرة من الجنود والكثير من العتاد العسكري، تعاني روسيا أيضاً من العقوبات الاقتصادية. وتعهّدت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في بيان السبت "بمزيد من الضغط الاقتصادي والسياسي على روسيا" وإمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة.
تعليقاً على التطورات الأخيرة في شرق أوكرانيا، قال الحاكم الإقليمي أوليه سينيجوبوف في تصريحات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي: "تظل النقطة الأكثر اشتعالاً هي اتجاه إيزيوم". وأضاف: "تحولت قواتنا المسلحة إلى شن هجوم مضاد هناك. العدو يتراجع على بعض الجبهات".
يذكر أن الغزو، الذي تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وحمايتها من الفاشيين، قد أدى إلى زعزعة الأمن الأوروبي. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن مزاعم الفاشية ما هي إلا ذريعة لشن حرب عدوانية غير مبررة.
فيما دفعت الحرب فنلندا، والسويد أيضاً على الأرجح، للتخلي عن حيادهما العسكري الذي تمسكتا به طويلاً والسعي لعضوية حلف شمال الأطلسي.