قضت محكمة هولندية بسجن 11 رجلاً ما بين سنة وتسع سنوات، بتهمة إقامة "سجن سري" وغرف تعذيب مخبأة في حاويات شحن، وذلك ضمن قضية كانت قد بثت الذعر في هولندا حين كُشف عنها أول مرة.
تدور القضية حول سبع حاويات عثرت عليها الشرطة منذ ما يقرب من عامين في غابةٍ جنوب هولندا، بعد معلومات وصلت إليها الشرطة على أثر اختراق نظام اتصالات الهواتف المشفر "إنكروشات" EncroChat في بريطانيا وأوروبا، وهو نظام يشيع استخدامه بين العصابات الإجرامية، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 11 مايو/أيار 2022.
حيث وجدت الشرطة الهولندية خلال المداهمة أن إحدى الحاويات كانت مجهزة بكرسي طبيب أسنان، ومقصَّات تقليم ومنشار ومشارط وكماشة، أما الحاويات الست الأخرى فكانت مهيأةً لتكون زنازين سجن.
بينما قالت محكمة أمستردام الجزئية في بيان، الأربعاء 11 مايو/أيار، إنها خلصت إلى أن "المشتبه فيهم جميعاً شاركوا في مخطط للخطف وطلب الفدية والابتزاز والتعذيب وقتل المناوئين وأقاربهم".
أضافت المحكمة أن "رجال العصابة نظموا مجموعةً غايتها الصراع على المال في عالم الجريمة، وخططوا لاغتصاب الحق في فرض القانون بأيديهم. وإنه لَأمر مروعٌ الجور على الحرية الشخصية وحقوق الآخرين".
فيما ذكرت وسائل إعلام هولندية أن المشتبه فيه الرئيسي في القضية هو رجل يُدعى روجر بي، يبلغ من العمر 50 عاماً ويلقَّب في أوساط عالم الجريمة باسم "بايت كوستا"، لأنه كان يسافر إلى كوستاريكا كثيراً.
تلقى كوستا، الشهر الماضي، حكماً بالسجن 15 عاماً بتهمة تهريب الكوكايين، ثم حُكم عليه في القضية المذكورة بالسجن 33 شهراً. وحكم القضاة على مساعدِه البالغ من العمر 40 عاماً، بالسجن 8 سنوات، كما حُكم بالسجن على 9 رجال آخرين، وتبرئة رجلٍ واحد.
حيث اكتشفت الشرطة في هولندا مجموعة السجون السرية بعد اختراقها نظام تشفير الاتصالات "إنكروشات" عام 2020، وحكم القضاة بأن الأدلة المستخلصة من اختراق هذا النظام المشفر مقبولة في المحكمة.
تضمنت رسائل الدردشة التي تبادلها المجرمون عبر "إنكروشات"، أشياء مثل: "يجب أن يكون لدينا ما يكفي من الأحزمة والأربطة لربطهم. ونحتاج إلى كماشات للأصابع والقدمين".
كما قال المدعي العام الهولندي إن أحد مدعي العموم قال خلال مرافعته، إن الأدلة يجب أن تنبِّه متعاطي الكوكايين بغرض الترفيه إلى العواقب التي قد تترتب على ممارساتهم.
أضاف المدعي العام كوس بلويغ، في جلسة استماع أقامتها المحكمة في فبراير/شباط، أن العنف المرتبط بتجارة المخدرات كان نتيجة "مقيتة، لكن يبدو أنها كانت حتمية" بعد انتشار تجارة المخدرات في هولندا والدول المجاورة.