الصين “الرابح الأكبر” من الأزمات.. حرب أوكرانيا والعقوبات على إيران جعلتها الوجهة الأفضل للنفط الرخيص

عربي بوست
تم النشر: 2022/05/12 الساعة 19:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/12 الساعة 19:52 بتوقيت غرينتش
الرئيس الصيني شي جين بينغ يمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسام الصداقة في بكين، 2018/ Getty

قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس 12 مايو/أيار 2022، إن بكين تقف حائرةً أمام تدفق النفط الكبير الذي تنعم به، إذ ساهمت الحرب في أوكرانيا وموقفها الداعم لموسكو في استيراد الغاز الروسي الرخيص، فيما زالت كميات ضخمة من النفط الإيراني والفنزويلي تعبر الأراضي الصينية، الوجهة الأفضل له. 

ودفعت الحرب في أوكرانيا العديد من المشترين إلى تجنُّب شحنات النفط الروسي القادمة من خط أنابيب إسبو في الشرق الأقصى وخام الأورال بالحقول الغربية، مما أفسح المجال أمام المشترين من بر الصين الرئيسي. 

تشير الوكالة إلى أنه في الوقت ذاته ما تزال ملايين البراميل من النفط الإيراني والفنزويلي طافيةً داخل المياه الإقليمية الصينية. 

وتكشف هذه الصورة المعقدة عن الكيفية التي برزت الصين من خلالها كأحد المستفيدين من الصراع في أوروبا، الذي تسبب بارتفاع أسعار النفط الخام لأعلى مستوياتها منذ عام. 

حيث وقفت بكين في صف موسكو منذ بداية الهجوم، مما أفسح المجال فعلياً أمام المصافي النفطية داخل أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم لتحصل سراً على البراميل الروسية التي تتجنبها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فضلاً عن أن الاتحاد الأوروبي يعمل على فرض حظره الخاص على واردات الطاقة الروسية.

وما يزال استهلاك الصين للنفط يحظى بأكبر قدرٍ من الاهتمام في ظل تجديد حالات الإغلاق داخل مدن مثل شنغهاي، مما يُثير التساؤلات حول حجم تراجع الطلب المتوقع ومدته.

 إذ تُخطط مصافي الحكومة الصينية، في مايو/أيار 2022، لمعالجة كميات أقل بـ4% من كميات شهر أبريل/نيسان، وفقاً لشركة OilChem للاستشارات الصناعية.

كميات كبيرة من النفط

حيث قالت جين زي، المحللة النفطية البارزة في شركة Kpler للبيانات والتحليلات: "يُسهم الوضع الذي فرضه كوفيد في ارتفاع مستوى عدم اليقين المحيط بالطلب على النفط، والتوقعات بشأن معدلات تشغيل المصافي الصينية. 

ولا مفر من تحوُّل بعض الأنظار إلى الصين، بسبب احتمالية حظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي، من أجل معرفة ما إذا كانوا سيشترون مزيداً من البراميل بمجرد انتهاء مشكلات الطلب".

ويطفو حالياً ما يتراوح بين 17 و20 مليون برميل من النفط الخام، غالبيته إيراني وفنزويلي، قبالة سواحل الصين، بحسب شركتي Vortexa وKpler. 

وقد انخفض العدد عن 20 إلى 30 مليون برميل المسجلين في الشهر الماضي، لكن تلك الشحنات واجهت صعوبةً في العثور على مشترين منذ فبراير/شباط، بسبب تباطؤ طلب المصافي الخاصة.

بينما قال تجارٌ إن الخام الفنزويلي كان معروضاً للبيع بخصومات قياسية ومع شروط سداد مرنة بعملة اليوان، كما عُرِضَت شحنات خام أورال الروسي بخصومات أكبر بلغت ثمانية دولارات أو أكثر على سعر البرميل مقارنةً بخام برنت، مع استحقاق السداد بعد وصول الشحنات إلى الصين. حيث اشترت إحدى المصافي الصينية في شاندونغ خام أورال بخصمٍ يتراوح بين 6.30 و6.50 دولار على البرميل، في آخر صفقةٍ جرت تغطيتها الشهر الماضي.

في حين قالت جين: "قد تستفيد المصافي الصينية من انتظار هبوط الأسعار أكثر؛ نظراً إلى أن نسبة زيادة استهلاك النفط الروسي لم تتجاوز الـ3% حتى الآن، بناءً على الوتيرة الحالية حتى يومنا هذا في مايو/أيار".

تحميل المزيد