رفع عضو في الحزب الحاكم في الهند دعوى قضائية في محاولة للادعاء بأن معلم "تاج محل"، الذي يعود إلى عصر سلاطين مغول الهند المسلمين، يحتوي على آثار هندوسية مخفية، وسط دعوات متزايدة في أوساط الهندوس لتحويل المعلم الأثري إلى مكان مقدس لهم.
بحسب صحيفة The Times البريطانية الإثنين 9 مايو/أيار 2022، فإن الدكتور راجنيش سينغ، عضو حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي المتطرف، الذي يتزعمه رئيس وزراء البلاد ناريندرا مودي، قدم طلباً إلى المحكمة لإجراء فحص أثري جديد لتاج محل.
كانت هيئة المسح الأثري في الهند قضت في عام 2017 بأن ضريح "تاج محل" ضريحٌ يعود إلى عصر الإمبراطور المغولي المسلم شاه جهان الذي بناه تكريماً لزوجه الراحلة ممتاز محل.
مع ذلك، تصر بعض الجماعات الهندوسية على أنه كان معبداً مخصصاً لعبادة الإله الهندوسي شيفا.
وقال سينغ من جانبه: "يحتوي تاج محل على نحو عشرين غرفة مغلقة. ونظن أن في هذه الغرف تماثيل لآلهة هندوسية".
كانت المحكمة العليا في الهند سمحت في عام 2019 ببناء معبد هندوسي في موقع مسجد "بابري"، وهو مسجد أثري كان يقع في مدينة أيوديا بولاية أوتار براديش، قبل أن يهدمه حشد من الهندوس في عام 1992. ومن المقرر أن يفتتح المعبد الذي أقيم محل المسجد المهدوم العام المقبل.
من جانبه، حث حزب بهاراتيا جاناتا المتطرف الراغبين على تقديم مطالبات بشأن أي مواقع أخرى، واستند مسؤول محلي إلى أمرٍ من المحكمة، ليجري الجمعة 6 مايو/أيار، فحصاً أثرياً لمسجد "غيانفابي" الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر ويقع في قلب مدينة فاراناسي بولاية أوتار براديش، ويشارك أحد جدرانه مع معبد هندوسي.
أُجري المسح الأثري لمسجد غيانفابي بعد أن طالب الهندوس بالسماح لهم بالعبادة داخل المسجد، وكانت جماعات هندوسية تحرض منذ سنوات على الاستيلاء على مجمع المعبد والمسجد.
تضييقات على المسلمين
ويعاني المسلمون بشكل عام في الهند من تضييقات واسعة وعنصرية تقودها أحزاب حاكمة؛ حيث قال ثلاثة من كبار رجال الدين في مومباي، إن أكثر من 900 مسجد في غرب الولاية وافقت على خفض صوت الأذان بعد شكاوى من سياسي هندوسي محلي.
في أبريل/نيسان 2022، طالب راج ثاكيراي، وهو زعيم لحزب هندوسي محلي، بأن تلتزم المساجد وأماكن العبادة الأخرى بحدود الضوضاء المسموح بها. وهدد بأنه إذا لم يفعلوا ذلك، فإن أتباعه سيرددون صلوات الهندوس خارج المساجد احتجاجاً.
بينما يرى زعماء مسلمي الهند البالغ عددهم 200 مليون أن هذه الخطوة التي تزامنت مع عيد الفطر هي محاولة أخرى من قِبل الهندوس المتشددين لتقويض حقوقهم في حرية العبادة والتعبير الديني، بموافقة ضمنية من حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي الحاكم.
فيما تندلع اشتباكات دامية بشكل متقطع في جميع أنحاء الهند منذ استقلالها، وكان أحدثها في عام 2020 عندما قُتل العشرات، ومعظمهم من المسلمين، في دلهي بعد احتجاجات على قانون الجنسية الذي قال المسلمون إنه يهدف إلى التمييز ضدهم.