أدلى أكثر من 100 ألف لبناني يعيشون في الخارج بأصواتهم في انتخابات برلمانية يومي الجمعة والأحد 6 و8 مايو/أيار 2022، ودعم كثير منهم وجوهاً جديدة بالساحة السياسية، بعد أن شهد لبنان أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990 والتي أدت إلى انتشار الفقر ودفعت بموجة من الهجرة من البلاد.
وفق وكالة رويترز، هناك زهاء 225 ألف لبناني يعيشون في الخارج لهم حق التصويت في أكثر من 50 دولة، في الانتخابات النيابية الأولى منذ الانهيار المالي في عام 2019، وانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 215 شخصاً، ودمر أجزاء كبيرة من العاصمة في أغسطس/آب 2020.
بينما قال هادي هاشم، المسؤول في وزارة الخارجية اللبنانية، إن نسبة الإقبال الإجمالية في انتخابات المغتربين بلغت نحو 60% أو ما يعادل 130 ألف ناخب تقريباً. وهذا بالتقريب ثلاثة أمثال الاقتراع السابق في 2018. فيما سيدلي الناخبون بأصواتهم في لبنان يوم 15 مايو/أيار.
توقعات بفوز نشطاء احتجاجات لبنان
توقع مراقبون أن تمنح أعداد كبيرة من اللبنانيين المقيمين بالخارج أصواتها لمرشحين من تحالف للنشطاء والمستقلين اكتسب شهرة أثناء احتجاجات 2019 على النخبة الحاكمة منذ عقود، والتي يُنحى باللائمة على نطاق واسع في الانهيار الكارثي للبلاد على فسادها وسوء إدارتها.
إذ قال سامر صبي، سائق شاحنة، يدلي بصوته من سيدني: "أريد التغيير… لا أريد نفس الأشخاص، نفس الأشخاص كل أربع سنوات وإن لم يكونوا هم يأتي أبناؤهم، وإن لم يأت أبناؤهم يأتي أقاربهم. ماذا عنا نحن؟".
في أستراليا، حيث يقيم صبي منذ سبع سنوات، من بين الدول التي تضم أكبر عدد من اللبنانيين المغتربين إلى جانب كندا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والإمارات. وفي فرنسا أكثر من 28 ألف ناخب لهم حق التصويت في الانتخابات تلك.
بلغت نسبة الإقبال في أستراليا 55% ممن لهم حق التصويت، بينما وصلت في الإمارات لأكثر من 70% وهي إحدى أعلى نسب الإقبال المسجلة. وامتد الطابور أمام القنصلية اللبنانية في دبي مسافة كيلومتر تقريباً على الرغم من الطقس شديد الحرارة.
قالت الناخبة كريستيان ضو (37 عاماً)، التي تشارك لأول مرة في الانتخابات: "جئت اليوم فقط للتصويت ولا يهمني كم من الوقت ننتظر في الحر. نحتاج للتغيير".
مخاوف من التلاعب والتزوير بالنتائج
فيما أعربت جويس ضو، المقيمة في دبي منذ فترة طويلة، وهي ليست قريبة لكريستيان، عن مخاوف تساور العديد من الناخبين من أن أصواتهم قد لا تُحصى أو يمكن التلاعب بها، وهي مزاعم ينفيها المسؤولون.
أوراق الاقتراع ستُشحن إلى لبنان وتخزن في البنك المركزي قبل إحصائها يوم الانتخابات. وفي الانتخابات النيابية عام 2018، اعتبرت الجمعية اللبنانية من أجل الديمقراطية، الجهة الرئيسية لمراقبة الانتخابات، نتائج 479 مركز اقتراع خارجياً "غير صالحة" دون توضيح من المسؤولين.
قالت جويس ضو: "نقوم بدورنا (من خلال التصويت). على أمل أن يقوموا هم بدورهم ولا يتلاعبوا بالأصوات ويتركوا العملية الانتخابية لتكون ديمقراطية ودقيقة".
لكن الدعم للأحزاب القائمة ما زال واضحاً؛ إذ ردد أكثر من 20 شخصاً هتافات مؤيدة لنبيه بري رئيس البرلمان بالقرب من مركز الاقتراع في برلين.
فيما كان أنطون وهب (62 عاماً)، وهو عامل بناء يصوت من سيدني لثاني مرة فقط منذ رحيله عن لبنان في السبعينيات، ضمن من أبدوا حماسهم للتغيير، وقال: "إنها المرة الأولى التي نشهد فيها قدوم مثل هذا العدد الكبير للتصويت؛ لأننا نريد التغيير بأشخاص جدد وأصغر سناً. أشخاص جدد، دماء جديدة".
بينما في باريس، قالت الناخبة سحر الجزار إنها ستدلي بصوتها "لشخص لم يتولّ السلطة من قبل". وأضافت: "كفى قمعاً، كفى ظلماً، وكل المعاناة التي عشناها".