نقلت صحيفة Washington Post الأمريكية، الخميس 5 مايو/أيار 2022، عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن القوات الروسية استولت على مخازن ضخمة من الحبوب والقمح من أوكرانيا وصدّرتها إلى روسيا؛ مما أدى إلى تفاقم مخاطر نقص الغذاء والجوع في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية.
وكان مزارعون في الأراضي الأوكرانية التي احتلتها القوات الروسية قالوا إن الروس "يسرقون حبوبهم بكمياتٍ كبيرة"، وفقاً لبيانٍ صدر مطلع الأسبوع الجاري عن وزارة السياسة الزراعية والغذاء الأوكرانية.
من جانبه، قال وزير الزراعة ميكولا سولسكي، في التلفزيون الأوكراني، الأسبوع الماضي، إنه سمع سردياتٍ حول قيام الروس بمصادرة الحبوب في الأسابيع الأخيرة في المناطق المحتلة.
تهديد الجوع يتزايد
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن الجوع يمثل تهديداً متزايداً في الداخل أيضاً، متهمين روسيا بالسعي المتعمد لمنع الأوكرانيين من استهلاك أو بيع منتجاتهم الزراعية.
نائب وزير الزراعة تاراس فيسوتسكي كان قد أكد، الخميس 5 مايو/أيار، أن أوكرانيا لديها مخزون كافٍ في تلك الأجزاء من البلاد التي لا تزال تسيطر عليها لإطعام السكان هناك، حسبما ذكرت وكالة رويترز. لكنَّ المسؤولين حذروا من أن الأمر قد يكون مختلفاً في الأراضي التي تحتلها روسيا.
وحسب فيسوتسكي، فقد صدَّرت أوكرانيا حوالي 441 ألف طن من الحبوب من أربع مناطق محتلة: زاباروجيا، وخيرسون، ودونيتسك، ولوهانسك، مشيراً إلى أن 1.4 مليون طن من الحبوب قد خُزِّنت في الأراضي المحتلة، وكانت هذه الكمية مطلوبةً لتلبية الاحتياجات الغذائية اليومية للأوكرانيين الذين يعيشون هناك.
وبعد شهرين من الهجوم الروسي، تسيطر روسيا على أجزاءٍ من جنوب أوكرانيا، وهي المنطقة التي ساعدت البلاد على كسب سمعتها باعتبارها سلة خبز أوروبا.
في السياق ذاته، قال سيرهي هايداي، الحاكم الإقليمي لـ"لوهانسك"، على قناته على منصة تليغرام، إن أكثر من 90% من الأراضي الزراعية في لوهانسك تتركَّز في الجزء الشمالي من المنطقة، التي سيطرت عليها القوات الروسية منذ فبراير/شباط.
ولفت هايداي إلى أن الروس أزالوا أو أتلفوا كمية من الحبوب في المنطقة كانت ستلبي احتياجات السكان لمدة ثلاث سنوات. وبحسب وكالة رويترز، نفى الكرملين مزاعم أوكرانيا.
اتهامات لروسيا بمهاجمة مخازن الحبوب
وبينما تصاعدت أنباء الهجمات الروسية على منشآت الحبوب الأوكرانية، اتهم هايداي روسيا بمهاجمة مخزن حبوب في روبيجني، وهي مدينة في لوهانسك، في أبريل/نيسان.
وأشار إلى تدمير ما يقرب من 19 ألف طن من القمح وحوالي 9400 طن من منتجات دوّار الشمس.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، شارك الحاكم الإقليمي لدنيبروبتروفسك مقطع فيديو لهجوم صاروخي قال إنه دمر مستودع حبوب في منطقة سينيكوف. ونفى الكرملين استهداف البنية التحتية المدنية.
بدوره اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعض الدول بعقد صفقات سرية مع موسكو لشراء حبوب "مسروقة من أوكرانيا"، فيما لم يذكر أسماء هذه الدول.
وإذا تأكَّدَ ذلك، فإن مصادرة الحبوب المزعومة والهجمات التي تستهدف منشآت الحبوب قد تغذي مزاعم ارتكاب جرائم حرب. خاصة أن القانون الدولي يحظر نهب الأماكن المحتلة أثناء الحرب وتجويع المدنيين عمداً بحرمانهم من الطعام والضروريات الأساسية.
مجاعة تستحضر التاريخ
ويزعم المسؤولون الأوكرانيون أن روسيا تحاول إحداث مجاعة في أوكرانيا، وقد أجرى البعض مقارنات مع هولودومور، المجاعة التي هندسها الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين والتي قتلت حوالي 4 ملايين شخص في أوكرانيا في عاميّ 1932 و1933، معظمهم من المزارعين وسكان الريف.
ووصف سولسكي، وزير الزراعة، النهب الروسي المزعوم للحبوب في الأسابيع الأخيرة بأنه يذكِّر بثلاثينيات القرن الماضي.
يُشار إلى أن أوكرانيا من أكبر مصدِّري الحبوب في العالم، وقد شهدت صناعة الحبوب فيها تعثراً بسبب الهجمات الروسية وإغلاق الموانئ البحرية التي تعتمد عليها أوكرانيا لنقل المنتجات الغذائية إلى البلدان في جميع أنحاء العالم.
وتعتمد دول الشرق الأوسط وجنوب آسيا بشكل كبير على الحبوب الأوكرانية، وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الهجوم الروسي قد يؤدي إلى تفاقم الجوع في العالم.