يواجه المدنيون في منطقة خيرسون الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا انقطاعاً لخدمة الإنترنت وخطة لاستخدام العملة الروسية، وهي إشارات محتملة إلى أن موسكو تعتزم ممارسة نفوذ طويل الأمد على المنطقة في جنوب أوكرانيا.
ففي الوقت الذي أعلن فيه المسؤولون الروس أن التحول إلى العملة الروسية لمنطقة خيرسون سيبدأ في 1 مايو/أيار 2022، أفاد تحديث استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا تحاول إضفاء الشرعية على "سيطرتها على المدينة والمناطق المحيطة بها من خلال إقامة إدارة موالية لروسيا"، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة Washington Post الأمريكية، يوم السبت 30 أبريل/نيسان 2022
اقرأ أيضاً
نية روسيا البقاء في مدينة خيرسون
من جانبها قالت وزارة الدفاع البريطانية إن هذه الخطوات مجتمعة "تشير على الأرجح إلى نية روسيا لبسط نفوذ سياسي واقتصادي قوي في خيرسون على المدى الطويل". وأضافت أن استمرار السيطرة على المنطقة سيوفر الأمن لقبضة روسيا على شبه جزيرة القرم ويسمح لقواتها بمواصلة التقدم في الشمال والغرب.
كانت الشائعات قد انتشرت منذ أسابيع بأن القوات الروسية في خيرسون تسعى لإجراء استفتاء، كما حذرت كييف. ولم يتم تأكيد هذه التقارير بشكل مستقل.
ففي حديثه للتلفزيون الروسي الحكومي قال كيريل ستريموسوف، وهو سياسي موالٍ لموسكو نُصب بعد سقوط المدينة، إنه سيكون هناك تحول من أربعة إلى خمسة أشهر بعيداً عن العملة الأوكرانية، الهريفنيا، التي كانت مستخدمة منذ عام 1996. وكان من المتوقع تداول العملة الأوكرانية جنباً إلى جنب مع الروبل في تلك الأشهر.
اقرأ أيضاً
إدخال منطقة الروبل
كما قال ستريموسوف، نائب رئيس منطقة خيرسون الذي عينته روسيا، في مقابلة مع قناة Rossiya 24 التلفزيونية، إن هذه الخطوة ضرورية لأن "صندوق التقاعد والخزانة غادرا أراضي منطقة خيرسون" خلال الصراع. "نخطط لإدخال منطقة الروبل لتقديم المساعدة، أولاً وقبل كل شيء، للمتقاعدين، والشرائح غير المحمية اجتماعياً من السكان، وبالطبع موظفي الدولة".
في غضون ذلك قالت الحكومة الأوكرانية إن اتصالات الإنترنت وشبكات الهاتف المحمول قد انقطعت في منطقة خيرسون وجزء من منطقة زابوروجيا. وقالت الخدمة الحكومية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات في أوكرانيا في بيان إن ذلك كان عملاً متعمداً، يهدف إلى "ترك الأوكرانيين دون الوصول إلى المعلومات الحقيقية حول التطورات في الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا".
في حين أكدت NetBlocks، وهي مجموعة مجتمع مدني تراقب الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم، في وقت متأخر من يوم السبت 30 أبريل/نيسان 2022 على تويتر أن "جنوب أوكرانيا المحتلة هو الآن في خضم تعتيم شبه كامل للإنترنت".
استحالة عودة خيرسون لأوكرانيا
كذلك فقد سبق أن قال ستريموسوف لمنفذ الأنباء الروسي RIA Novosti إن "مسألة عودة منطقة خيرسون إلى أوكرانيا كانت مستحيلة".
في سياق ذي صلة قال رئيس بلدية خيرسون، إيهور كوليخاييف -الذي تقول السلطات المحلية إن الروس خعلوه من منصبه- في مقابلة نُشرت يوم الخميس 28 أبريل/نيسان 2022 في المنفذ الإخباري الأوكراني NV إنه لا يرى "أي مؤشرات" على أن روسيا ستجري استفتاء لإعلان "جمهورية خيرسون الشعبية" المنفصلة، كما فعلت موسكو في منطقتي لوهانسك ودونيتسك سابقاً.
بدلاً من ذلك، قال إن روسيا ستربط "على الأرجح" منطقة خيرسون بشبه جزيرة القرم. وأضاف: "ليس هناك أي منطق بالنسبة لروسيا في إنشاء (شبه جمهورية أخرى)".