شنَّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الإثنين 2 مايو/أيار 2022، هجوماً جديداً على جماعة الإخوان المسلمين، مدعياً أن خيرت الشاطر "هدده شخصياً 3 مرات بإشعال مصر"، على حد قوله، كما تحدث، خلال احتفالية عيد الفطر في مركز المنارة الدولي في التجمع الخامس، عن مسلسل "الاختيار 3″، بحضور أبطاله قائلاً: إنه نقل الحقيقة "دون تزييف".
الرئيس المصري السيسي قال: إن "الجيش كان حريصاً على تجنب التصادم والاعتداء على أحد"، وإن المسلسل "نقل الحقيقة من دون تزييف"، قبل أن يوجه الشكر إلى أبطال المسلسل.
كما تحدث السيسي عن الرئيس الراحل محمد مرسي قائلاً: إنه كان "حريصاً" على عدم وصفه بـ"الرئيس المعزول"، بعد سيطرته على الحكم وإبعاد الإخوان، وأورد في تصريحاته: "لم نعتدِ، ولم نطغَ على أحد، وأنا قعدت 7 سنين لم أذكرهم باسمهم، كنت بذكرهم باسم أهل الشر عشان يتراجعوا عن شرهم".
وأضاف السيسي، خلال كلمته في احتفالية عيد الفطر بمركز المنارة: "مشهد تهديد الجيش في مسلسل الاختيار اتعمل 3 مرات، وخيرت الشاطر هددني شخصيا لمدة 45 دقيقة، وليس كما رأيتم في المسلسل".
مسلسل الاختيار
ويشار إلى أنه، على عكس ما كان متوقعاً، حصد الجزء الثالث من مسلسل الاختيار، الذي عرض في رمضان الحالي، نتائج عكسية من حيث ردود الفعل؛ إذ قوبل المسلسل بسخرية واسعة ورفض من قطاعات كبيرة من المشاهدين، وفق تقارير قدمتها أجهزة سيادية للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأفادت "عربي بوست" من مصادر أمنية، أن التقارير التي رفعت إلى رئيس الجمهورية، رصدت النتائج السلبية التي حققها المسلسل، أولاها اتهامه بتقديم أحداث المدة ما بين تعيين السيسي وزيراً للدفاع حتى إطاحته بحكم الإخوان المسلمين، من وجهة نظر واحدة تعبر عن النظام الحالي، متجاهلاً أن أغلب مشاهدي المسلسل عايشوا تلك المدة.
وكشف مسؤول في جهاز سيادي لـ"عربي بوست"، أن التقارير الأمنية التي قُدمت للرئيس تسببت بالفعل في انزعاجه؛ لأن المسلسل لم يحقق الهدف المرجو منه، ولم يقدم الصورة الذهنية التي كان يرغب في إيصالها للمشاهد.
وحسب مقربين؛ فإن ذلك انعكس خلال كلمته في حفل إفطار الأسرة المصرية، يوم الثلاثاء 26 أبريل/نيسان؛ إذ تطرق الرئيس للحديث عن المسلسل من دون مناسبة واضحة، مشيراً إلى أن الهدف من مسلسل الاختيار، تسجيل ما حدث في تلك المرحلة بشرف وإخلاص وأمانة، على حد تعبيره.
يُشار إلى أن مسلسل "الاختيار 3" أثار انقساماً بالآراء بين المصريين على شبكات التواصل؛ فالبعض أيّد المسلسل ورأى أنه يوثق مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ مصر، أفضت إلى إنهاء حكم "الإخوان".
لكن البعض الآخر هاجم المسلسل، ورأى أنه سيكون "تزويراً" لما حدث في مصر عام 2013، ووصفوا ما فعله السيسي آنذاك بأنه كان انقلاباً على حكم أول رئيس مصري منتخب ديمقراطياً في البلاد.