يعقد وزراء طاقة دول الاتحاد الأوروبي محادثات طارئة، الإثنين 2 مايو/أيار 2022، مع سعي الاتحاد من أجل الرد بشكل موحد على طلب موسكو بأن يدفع المشترون الأوروبيون ثمن الغاز الروسي بالروبل، وإلا ستتوقف إمداداتهم.
ويأتي هذا بعد أن أوقفت روسيا إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا الأسبوع الماضي، بعد أن رفضتا تلبية مطالب موسكو بالدفع الفعلي بالروبل.
وخططت تلك الدول بالفعل للتوقف عن استخدام الغاز الروسي هذا العام، وتقول: إنها تستطيع التكيف مع التوقف، ولكنها أثارت مخاوف من أن دولاً أخرى بالاتحاد الأوروبي، ومن بينها ألمانيا، القوة الاقتصادية المعتمدة على الغاز في أوروبا، قد تكون التالية.
انشقاق في الاتحاد الأوروبي
ويهدد ذلك بشق الجبهة الموحدة للاتحاد الأوروبي ضد روسيا، وسط خلاف حول المسار الصحيح للتحرك، ومع مواجهة العديد من الشركات الأوروبية مهلة نهائية لسداد ثمن الغاز في وقت لاحق من هذا الشهر؛ فإن دول الاتحاد الأوروبي تحتاج بشكل ملح توضيح ما إذا كان بإمكان الشركات الاستمرار في شراء الوقود دون انتهاك عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
إذ قالت موسكو: إنه يتعين على الجهات الأجنبية، التي تشتري الغاز، إيداع اليورو أو الدولار في حساب في بنك جازبرومبانك الروسي المملوك للقطاع الخاص، لتحويلها للروبل.
فيما قالت المفوضية الأوروبية للدول: إن الامتثال لخطط روسيا قد يشكل انتهاكاً لعقوبات الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي أشارت فيه أيضاً إلى أنه بإمكان الدول سداد المدفوعات دون خرق العقوبات إذا أعلنت أن الدفع قد اكتمل بمجرد سداده باليورو، وقبل تحويله إلى الروبل.
روسيا تصعّد ضد الغرب
في خطوة تصعيدية من موسكو، أعلنت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم، في وقت سابق، أنها أوقفت تماماً إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا، بسبب عدم سداد البلدين مدفوعات الوقود بالروبل، كما ذكرت الشركة أن الإمدادات ستتوقف حتى يتم سداد المدفوعات.
الممثل الرسمي لشركة غازبروم، سيرجي كوبريانوف، قال للصحفيين: "اليوم، بولندا ملزمة بدفع تكاليف إمدادات الغاز وفقاً لإجراءات الدفع الجديدة".
ويأتي تحرك الشركة الروسية بعد أن كشفت شركة الغاز البولندية الحكومية (PGNiG) أنها تلقت إشعاراً من شركة الغاز الروسية العملاقة (غازبروم)، بأن عمليات التسليم عبر خط أنابيب يامال ستتوقف الأربعاء، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".
فيما اشترطت موسكو على الدول الغربية المستوردة لمصادر الطاقة الروسية، دفع مقابل الإمدادات بالروبل الروسي، رداً على العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو وطالت قطاع الطاقة.
إذ قال الرئيس فلاديمير بوتين: إن موسكو ستبدأ بيع الغاز إلى "بلدان غير صديقة" بعملة "الروبل" المحلية بدلاً من اليورو والدولار، رداً على تجميد للأصول الروسية فرضته دول أجنبية بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا.