قال قائد قوة شرطة منطقة كييف، أندريه نيبيتوف، السبت، 30 أبريل/نيسان 2022 إنه جرى العثور على مقبرة جماعية أخرى في ضاحية بوتشا القريبة من كييف، والتي كانت مسرحاً لعمليات إعدام جماعي مزعومة للمدنيين قبل أن تستعيد القوات الأوكرانية السيطرة عليها مطلع مارس/آذار 2022.
حيث كتب نيبيتوف على "فيسبوك" إنه "في 29 أبريل/نيسان، عُثر على حفرة بها جثث ثلاثة رجال في منطقة بوتشا. تعرض الضحايا للتعذيب لفترة طويلة من الزمن. تم اكتشاف جروح من أثر الإصابة بالرصاص في أطراف أجسادهم.. أصيب كل رجل برصاصة في أذنه". وذلك وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس يوم السبت 30 أبريل/نيسان 2022.
مقبرة جماعية جديدة في بوتشا
كما أضاف قائد قوة شرطة منطقة كييف، أندريه نيبيتوف: "هذه مقبرة جماعية أخرى نتيجة عملية دفن قام بها المحتلون في منطقة بوتشا، المنطقة التي طالت معاناتها، حيث قُتل وعُذب أكثر من ألف مدني".
ووفقاً لمنشور نيبيتوف، جرى العثور على موقع الدفن في غابة بالقرب من قرية ميروتسكي الواقعة على بعد 10 كيلومترات إلى شمال غرب بوتشا.
وقال نيبيتوف إنه تم إرسال الجثث الثلاث لفحص الطب العدلي، بعد الفحص الأولي من قبل شرطة منطقة كييف.
اكتشاف 900 جثة في بوتشا
من ناحية أخرى، فقد قدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، في مقابلة مع الصحافة البولندية، عدد الجثث المكتشفة في منطقة بوتشا بـ900 جثة. وأضاف أنه مع قيام الجنود الروس بحرق الجثث ودفنها "لا أحد يعرف عدد القتلى".
كان المدعي العام الأوكراني، اتهم عشرة جنود روس بارتكاب جرائم محتملة في بوتشا، وأحصى أكثر من 8000 جريمة حرب في أوكرانيا، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الذي زار بوتشا، الخميس، موسكو إلى "التعاون" مع تحقيق المحكمة الجنائية الدولية.
لكن نفت موسكو أي مسؤولية واعتبرت أن المشاهد عبارة عن تمثيلية. وذهب الجيش الروسي إلى حد قصف كييف أثناء تواجد غوتيريش فيها، ما أسفر عن مقتل صحفي وأدى إلى حملة تنديد دولية.
هجوم صاروخي جنوب وشرق أوكرانيا
في السياق ذاته، قال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا شنت ضربات صاروخية على جنوب وشرق أوكرانيا السبت، إحداها دمّرت مدرج المطار الرئيسي في مدينة أوديسا الاستراتيجية المطلة على البحر الأسود.
في حين تحول تركيز موسكو صوب جنوب وشرق أوكرانيا، بعد أن فشلت في السيطرة على العاصمة كييف في هجوم استمر لتسعة أسابيع وحوَّل مدناً إلى أنقاض وأودى بحياة ألوف المدنيين وأجبر أكثر من خمسة ملايين على الفرار من أوكرانيا.
احتلال روسيا لميناء ماريوبول
في سياق ذي صلة، تحتل القوات الروسية معظم ميناء ماريوبول الشرقي، كما سيطرت على بلدة خيرسون في الجنوب والتي منحتها موطئ قدم على بعد 100 كيلومتر فقط شمالي شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014.
فيما قال ماكسيم مارشينكو، حاكم منطقة أوديسا الواقعة غربي خيرسون، إن ضربة صاروخية روسية من شبه جزيرة القرم دمرت مدرج المطار الرئيسي. ولم تتضرر أوديسا نسبياً حتى الآن من هذه الحرب.
أضاف مارشينكو: "نشكر الرب على عدم إصابة أحد. نتخذ إجراءات لمعالجة التخريب في المنطقة". وقال الجيش الأوكراني إن المطار لم يعُد من الممكن استخدامه.
في المقابل لم يصدر تعليق على الضربة حتى الآن من موسكو التي استهدفت قواتها بشكل متقطع أوديسا ثالث أكبر مدينة في أوكرانيا. وقال مسؤولون أوكرانيون إن ثمانية أشخاص قُتلوا في غارة روسية على المدينة.
ربط المنطقة بشبه جزيرة القرم
في الوقت نفسه، يهدف هجوم موسكو في الجنوب جزئياً إلى ربط المنطقة بشبه جزيرة القرم في الوقت الذي تضغط فيه من أجل السيطرة الكاملة على منطقة دونباس الشرقية في أوكرانيا. وكان الانفصاليون المدعومون من روسيا يسيطرون بالفعل على أجزاء من مقاطعتي دونباس، وهما لوجانسك ودونيتسك، قبل غزو موسكو في 24 فبراير/شباط 2022.
أما في بلدة دوبروبيليا في دونيتسك، فأصابت موجة الصدمة الناتجة عن ضربة جوية نوافذ مبنى سكني خلّفت في فنائه حفرة كبيرة. وقال أحد السكان، ذكر اسمه الأول فقط وهو أندريه، إن شريكه كان في غرفة مطلة على الفناء وقت الهجوم وإنه فقد وعيه.
كما أضاف بينما يقف في غرفة المعيشة التي تعرضت لأضرار: "الحمد لله، كان الأطفال الأربعة في المطبخ". ويفتش السكان في ممتلكاتهم لإيجاد ما يمكن إنقاذه.
يذكر أنه في مطلع أبريل/نسيان 2022 أعلنت السلطات الأوكرانية سقوط 39 قتيلاً و100 مصاب من المدنيين جراء القصف الروسي على محطة قطار مدينة "كراماتورساك" شرقي البلاد.
جدير بالذكر أنه وفي 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.