يعتزم حلف شمال الأطلسي "الناتو" البدء بمناورات عسكرية كبيرة شرقي أوروبا المتاخم للحدود مع روسيا وأوكرانيا، في رسالة موجّهة لـ"ردع روسيا" بسبب هجومها على كييف منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
من المتوقع أن يشارك عشرات الآلاف من الجنود من قوات ودول أخرى في شمال الأطلسي، "لإجراء سلسلة تدريبات عسكرية في جميع أنحاء أوروبا، خلال الأسابيع المقبلة، حسب وكالة أسوشييتد برس، السبت 30 أبريل/نيسان 2022.
وتسعى الدول الغربية التي لم تقطع دعمها بالأسلحة والعتاد لأوكرانيا، إلى "ردع" روسيا عن مواصلة هجماتها على الأراضي الأوكرانية.
وتدعم هذه المناورات العسكرية لدول الناتو، الطائرات والدبابات والمدفعيات والعربات الهجومية المدرعة، في فنلندا وبولندا وشمالي مقدونيا وعلى طول الحدود الإستونية مع لاتفيا.
يشارك فيها قوات من الناتو وقوة الاستكشاف المشتركة، التي تأسست عام 2014 وتضم 10 دول، من بينها دولتان ليستا من الناتو هما فنلندا والسويد.
"سيردع العدوان على نطاق لم تشهده أوروبا"
من جانب آخر، قال الفريق رالف ووديسي، قائد الجيش الميداني البريطاني، في بيان، إن "حجم انتشار الجيش البريطاني إلى جانب احترافيته وقدرته على الحركة وتدريباته، سيردع العدوان على نطاق لم نشهده في أوروبا هذا القرن".
والجمعة 29 أبريل/نيسان 2022، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها سترسل نحو 8 آلاف من جنودها للمشاركة في المناورات بأوروبا الشرقية.
وستبدأ قوات الناتو بالانتشار هذا الأسبوع في فنلندا، حيث ستشارك قوات من الولايات المتحدة وبريطانيا وإستونيا ولاتفيا في "تدريبات السهم"؛ لتحسين قدرتها على العمل جنباً إلى جنب مع القوات الفنلندية.
وسيشارك أيضاً هذا الأسبوع نحو 4500 جندي من الولايات المتحدة وبريطانيا وألبانيا وفرنسا وإيطاليا في تدريبات الرد السريع التي ستشمل عمليات هبوط مظلي وإنزال من المروحيات في شمالي مقدونيا.
والشهر القادم، سيشارك 18 ألف جندي من الناتو من بريطانيا وفرنسا والدنمارك، في مناورات "القنفذ" على طول الحدود الإستونية اللاتفية، بحسب "أسوشييتد برس".
وفي أواخر مايو/أيار القادم، سينضم 1000 جندي بريطاني إلى قوات من 11 دولة أخرى؛ لإجراء "تدريبات المدافع" في بولندا.
وقال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، في بيان، أمس، إن هذه التدريبات "ستشهد انضمام قواتنا إلى الحلفاء وشركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقوة المشاة المشتركة في إظهار التضامن والقوة، في واحدة من أكبر عمليات الانتشار المشتركة منذ الحرب الباردة".
مخاوف من توسُّع الحرب
وفي سياق متصل، كانت تقارير أشارت إلى تزايد المخاوف لدى الغرب من أن تتحول الحرب في أوكرانيا إلى نطاق أوسع يمكن أن يطال الدول المجاورة ودول الناتو، التي بدأت تواجه بالفعل قَطعاً لإمدادات الغاز الروسي عنها، حسب ما ذكرته صحيفة The New York Times الأمريكية، الأربعاء 27 أبريل/نيسان 2022.
وحرص الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاء الولايات المتحدة في الغرب، طيلة 9 أسابيع من حرب أوكرانيا، على التشديد مراراً على ضرورة ألا تتجاوز الحرب حدود أوكرانيا.
ومن الممكن أن يتحول توسع نطاق الحرب، على المدى الطويل، إلى صراع مباشر بين واشنطن وموسكو، يُشابه نزاعات الحرب الباردة، التي سعى فيها كل طرف منهما إلى استنزاف قوة الطرف الآخر.