ألمانيا تحظر احتجاجات منددة باقتحامات الاحتلال للأقصى.. بررت ذلك بالحفاظ على “المصلحة العامة”!

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/30 الساعة 18:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/30 الساعة 18:32 بتوقيت غرينتش
احتجاجات في ألمانيا ضد العدوان الإسرائيلي العام الماضي /الأناضول

حظرت الشرطة الألمانية جميع المظاهرات المؤيِّدة للفلسطينيين حتى 2 مايو/أيَّار 2022، متذرِّعةً بتصريحات معادية للسامية أدلى بها بعض المتظاهرين خلال احتجاجات أخيرة، وفقاً لموقع Middle East Eye البريطاني السبت 30 أبريل/نيسان 2022. 

وبعد عامين من القيود المتعلقة بالجائحة، سيشهد الأحد، 1 مايو/أيَّار 2021، عودة احتفالات عيد العمال في برلين، حيث من المتوقع تنظيم ما لا يقل عن 15 مظاهرة منفصلة. 

لكن في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الشرطة حظراً على جميع الاحتجاجات المؤيِّدة للفلسطينيين حتى 2 مايو/أيَّار، حيث كان من المُقرَّر تنظيم مظاهرة واحدة على الأقل الجمعة 29 أبريل/نيسان تحت عنوان "احتجاج على العدوان الإسرائيلي على القدس".

عند إعلان القرار، سلَّطت شرطة برلين الضوء على "معاداة السامية غير المقبولة" في الاحتجاجات المؤيِّدة لفلسطين الأسبوع الماضي، حيث قالوا إن بعض المتظاهرين في 22 و23 أبريل/نيسان قد أدلوا بتصريحات معادية للسامية. 

وقالت وزيرة داخلية برلين، إيريس سبرانغر: "شهدنا أعمالاً إجرامية وشعاراتٍ معادية للسامية وتصريحاتٍ سيئة للغاية. هذا غير مقبول على الإطلاق". 

مبررات واهية 

على الأرض، يقول المنظمون إن الوضع مختلف للغاية، مشيرين إلى أنه لا ينبغي استخدام تصرف أحد المتظاهرين للحكم على بقية الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاجات. 

من جانبه، قال نزار حداد، وهو فلسطيني من غزة نظمت مجموعته "فلسطين تتحدَّث" احتجاج السبت الماضي: "كانت الأجواء رائعة، مع الموسيقى والناس من جميع الأعمار والجنسيات". 

كما أضاف: "استُخدِمَ تصريحٌ غبي وعنصري من صبيٍّ يبلغ من العمر 15 عاماً لتشويه صورة المظاهرة بأكملها".  

يشار إلى أن برلين هي موطن لأكبر جالية فلسطينية خارج الشرق الأوسط ولديها أكثر من 25 ألف ساكنٍ من أصولٍ فلسطينية. يعيش الكثيرون في كرويتسبيرغ ونيوكولن، الأحياء التي تحدث فيها عادةً الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك احتجاجات الأسبوع الماضي.

ومع ذلك، يشتكي العديد من الفلسطينيين في ألمانيا من عدم اعتراف المجتمع الأوسع بالهوية الفلسطينية. 

حيث قالت عائشة جمال، المتحدثة باسم منظمة Migrantifa، التي تتظاهر ضد العنصرية ومن أجل الحقوق الاجتماعية: "مجرد كونك فلسطينياً يكفي لتجريمك، خاصةً إذا كنت ترفع صوتاً سياسياً". 

في العام الماضي، فُصِلَ العديد من الصحفيين من أصولٍ فلسطينية بسبب تصريحاتٍ معاديةٍ للسامية. وفي حالة نمي الحسن، شمل ذلك الإعجاب بمنشورات منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام على إنستغرام. 

لحظر احتجاجات نهاية هذا الأسبوع، استشهدت الشرطة بتعديل على قانون التجمع الذي طُرِحَ أثناء الجائحة، والذي يسمح بحظر الاحتجاجات إذا قالت الشرطة إنها تشكِّل خطراً على السلامة العامة. 

وألغت المحكمة الإدارية في برلين استئنافاً في اللحظة الأخيرة ضد حظر المظاهرة المؤيِّدة للفلسطينيين الجمعة، وجاء في الحكم أن "المصلحة العامة المُحدَّدة في تنفيذ قرار الحظر تفوق مصلحة مقدِّم الطلب". 

تحميل المزيد