سادت حالة من الغموض حول أسباب وفاة صحفي مصري، الخميس 28 أبريل/نسان 2022، عثر على جثته في مكتبه بمؤسسة الأهرام العريقة، حيث قالت الأنباء الأولية للتحقيق إن عماد الفقي انتحر بشنق نفسه، وعثر على رأسه عند مدخل المبنى.
الرواية الرسمية
وقالت وسائل إعلام محلية إن رأس الصحفي قد سقط من شرفة مكتبه من الطابق الرابع، فيما نعت نقابة الصحفيين الزميل الراحل، ووصفت ما حدث بـ"الحادث الأليم".
وفق التحريات، فقد عثر عامل نظافة في الساعة 4.50 فجر الخميس، بتوقيت القاهرة، على رأس الصحفي ملقى في الحاجز الفاصل بين مبنيَي المؤسسة الصحفية.
بحسب التحقيقات الأولية فإن الصحفي شنق نفسه بحبل في شباك مكتبه، وترتب على ذلك مع ثقل جسمه فصل جسده عن رأسه ووقوع رأسه على الأرض في شارع ضيق بين مبنيَي المؤسسة المجاورين لبعضهما.
وتولت النيابة التحقيق، وأمرت باستدعاء بعض شهود العيان وأسرة الصحفي وزوجتيه لأخذ أقوالهما، وكذلك تفريغ كاميرات المراقبة داخل مؤسسة الأهرام وخارجها، والتي يمكن أن ترصد أية تحركات من شأنها كشف غموض الحادث وملابساته غير المفهومة.
تشكيك بالروايات، وخلافات مع الصحفي
إلا أن مدونين على مواقع التواصل شككوا في رواية الانتحار وملابساتها، وسط هذه الظروف الغامضة جداً.
وما زاد من الشك في رواية التحقيقات، هو ما تحدث به صحفيون بشكل مباشر عن وجود مشاكل بين الصحفي الراحل وعلاء ثابت رئيس تحرير الصحيفة المقرب من النظام المصري، حيث تم حصار الفقي من خلال وقف الحوافز والبدلات والسفريات التي يعتمد عليها الصحفيون لتحقيق التوازن في الدخل بما يتناسب مع مستوى المعيشة في مصر مؤخراً، حسب قولهم.
كما أن الصحفي الراحل هو في الخمسينيات من العمر، ومتزوج باثنتين، يعمل في قسم الأخبار بمؤسسة الأهرام، وكان مرشحاً لتولي رئاسة القسم.
رئيس تحرير الأهرام، علاء ثابت، أصدر من جانبه بياناً وصف فيه هذه المعلومات بالكاذبة، كما أعلن تقديم شكوى رسمية موثقة للهيئة الوطنية للصحافة والنقابة ضد الصحفي محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، الذي يتهمه بمسؤولية نشر هذه التفاصيل.
من جانبها، دعت النقابة الجميع إلى "احترام حرمة الموت وحق الراحل وأسرته في تجنب طرح تأويلات للحادثة وأسبابها دون تحقق وثبوت بالأدلة، وانتظار نتيجة تحقيقات النيابة العامة".
كما أكدت النقابة متابعتها عن كثب مع مؤسسة الأهرام عما ستنتهي إليه نتائج التحقيقات، ودعمها الكامل لأسرة الراحل، الذين تمنت أن يلهمهم الله الصبر والسلوان.
يشار إلى أن مصر تحل في المرتبة الأولى عربياً من ناحية معدلات الانتحار، متفوقة في ذلك على دول تشهد نزاعات مسلحة وحروباً أهلية. ويليها السودان ثم اليمن فالجزائر.
ففي عام 2019، انتحر في مصر وحدها 3022 شخصاً، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
وتشكك المؤسسات الحكومية المصرية في هذه الأرقام وتصفها بأنها تقديرات غير دقيقة، لكنها لا تنفي الظاهرة.