تتواصل الجهود بشكل مكثف في الفترة الأخيرة، من أجل توصيل أكبر قدر من أدوية منع الحمل الطارئة إلى المستشفيات الأوكرانية، وذلك بالتزامن مع تواتر التقارير حول حالات اغتصاب واسعة للنساء خلال الهجوم الروسي على كييف، بحسب ما قالته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 28 أبريل/نيسان 2022.
بحسب الصحيفة، فقد أرسل الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة 2880 حزمة من الأدوية المعروفة باسم "حبوب الصباح التالي" إلى أوكرانيا، بينما تعكف شبكةٌ من المتطوعين في جميع أنحاء أوروبا على جمع التبرعات لشراء هذه الأدوية ثم توصيلها إلى المستشفيات الأوكرانية.
من جانبها، أوضحت جولي تافت، من الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة: "يُعتبر الإطار الزمني المتاح لعلاج ضحايا العنف الجنسي ضرورياً للغاية، إذ يجب إعطاء الدواء للمرأة فورياً إذا صادفناها في غضون خمسة أيامٍ من الواقعة".
كما قالت إن الاتحاد الدولي سيرسل كذلك حبوب الإجهاض الطبي، التي يمكن استخدامها أثناء الحمل حتى الأسبوع الـ24.
وقد كانت أدوية منع الحمل الطارئة متاحةً على نطاقٍ واسع في أوكرانيا، لكن الحرب أدت إلى تدمير سلاسل الإمداد المحلية وتسببت في نزوح المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، فضلاً عن تزايد معدل الاعتداءات الجنسية.
فيما قال جويل ميتشيل، من منظمة Paracrew للمساعدات الإنسانية، التي توصل الغذاء والمعدات الطبية إلى أوكرانيا: "هناك طلبٌ على وسائل منع الحمل الطارئة، ولكن الطلبات لا تصلنا من المستشفيات في الغرب، بل تأتي غالبيتها من المستشفيات الواقعة شرق البلاد بخاركيف، وماريوبول، وتلك المناطق. إذ وصلتنا طلباتٌ مستمرة للحصول على هذه الأدوية بمجرد تواصلنا مع المستشفيات الواقعة في تلك المناطق".
مزاعم حول عمليات اغتصاب متزايدة
لم يتضح حتى الآن عدد ضحايا الاعتداء الجنسي من بين الحاصلين على الأدوية، لكن أحد المتطوعين في منظمة Paracrew أفاد لصحيفة The Gaurdian البريطانية بأنه أوصل أدوية منع الحمل الطارئة إلى أحد المستشفيات في بلدةٍ شمال كييف، حيث قال إن موظفي المستشفى أخبروه بخضوع عددٍ من ضحايا الاغتصاب للعلاج داخل المستشفى.
من ناحيتها تحدثت مفوضة حقوق الإنسان الأوكرانية، ليودميلا دينيسوفا، في مطلع أبريل/نيسان 2022، عن تسع حالات رسمية مؤكدة لنساء حملن بعد تعرضهن للاغتصاب على يد الجنود الروس. بينما تُثير تقارير ضحايا الاغتصاب المخاوف حيال المناطق الشرقية، التي ما تزال واقعةً تحت السيطرة الروسية.
بينما قال جيمي نادال، من صندوق الأمم المتحدة للسكان، إن حالات العنف المبلَّغ عنها أثناء الأزمات -مثل الاغتصاب- عادةً ما تكون "القطرات التي تسبق السيل".
يظل توزيع الأدوية على الناجين من الاغتصاب في مناطق ما بعد النزاع إحدى السياسات الأساسية للأمم المتحدة. إذ أرسلت إلى أوكرانيا حتى الآن 40 طناً من إمدادات الصحة الإنجابية، و33 من مجموعات الرعاية السريرية لمرضى الاغتصاب والعلاج الوقائي بعد التعرض، حيث وصلت تلك الإمدادات إلى 19 مستشفى في 10 مناطق أوكرانية.
وقالت ليودميلا إن مكتبها قد وثّق رسمياً حالات 25 امرأة تعرضن للاحتجاز والاغتصاب الممنهج داخل قبوٍ في بوتشا، البلد الواقعة شمال كييف والتي ارتبط اسمها بجرائم الحرب الروسية، لكن العدد الحقيقي لهذه الحالات قد يكون أعلى بكثير.
فيما ذكرت الصحيفة البريطانية الأسبوع الجاري، أن فحوصات التشريح بعد الوفاة للجثث التي عُثِرَ عليها داخل المقابر الجماعية في شمال كييف، كشفت أدلةً تُثبت تعرض بعض النساء للاغتصاب قبل قتلهن على يد القوات الروسية.
ومع ذلك فقد تضررت إمدادات هذه الحبوب بشدة داخل أوكرانيا نتيجة الهجوم، حيث تحدث المتطوعون إلى الصحيفة البريطانية عن العديد من المشكلات اللوجستية التي تؤخر محاولات توصيل الأدوية شديدة الضرورة إلى البلاد.
حيث أوضحت جولي: "كان يجري إنتاج العديد من المنتجات الدوائية داخل أوكرانيا في السابق، لكن عمليات التصنيع توقفت أو أصبحت المنتجات عالقة في المدن الكبرى، بسبب عدم أمان وسائل النقل".
أردفت جولي أن الرقابة الصارمة التي تفرضها بعض الدول المجاورة لأوكرانيا على الأدوية، مثل رومانيا والمجر وبولندا، قد جعلت الحصول على الحبوب أكثر تكلفةً، وصعوبةً، واستنزافاً للوقت. وتابعت: "لا يمكنك شراء أدوية الطوارئ بكميات في هذه الدول. ولهذا اضطررنا إلى شرائها من الموزعين في الدنمارك وهولندا".