قالت وزارة الطاقة الجزائرية، الأربعاء 27 أبريل/نيسان 2022، إن أي تغيير لوجهة الغاز الجزائري المصدَّر إلى إسبانيا قد يؤدي إلى فسخ التعاقد بين الجهتين.
إعلان وزارة الطاقة نقله التلفزيون الجزائري، في ظل الحديث عن اتفاق بين مدريد والرباط على مد المغرب بالغاز الجزائري، في عملية عكسية قد تبدأ الخميس.
هذه الأنباء أكدها بيان الوزارة، الذي أشار إلى أن وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، "تلقى بريداً إلكترونياً من نظيرته الإسبانية، تبلغه فيه بقرار مدريد القاضي بترخيص التدفق العكسي عبر أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي".
كانت صحف مغربية قد تحدثت عن وجود اتفاق بين مدريد والرباط حول إعادة تشغيل أنبوب الغاز المغربي الأوروبي في الاتجاه المعاكس، وذلك بعد أن أوقفت الجزائر تشغيله من جهتها، في أكتوبر/تشرين الأول 2021، وذلك ضمن أزمة دبلوماسية مع المغرب.
صحف مغربية نقلت عن مصادر في الرباط، أن "هناك اتفاقاً بين مدريد والرباط حول إعادة تشغيل أنبوب الغاز المغربي-الأوروبي في الاتجاه المعاكس، ما سيسمح بتشغيل محطتي توليد الكهرباء بشمال المغرب المتوقفتين عن العمل منذ تعليق عمليات تسليم الغاز عبر خط الأنابيب القادم من الجزائر باتجاه إسبانيا".
توتر العلاقات مع إسبانيا
وتوترت العلاقة بين الجزائر وإسبانيا بسرعة، إثر تغيير الأخيرة موقفها من نزاع الصحراء.
فبمجرد إفراج الخارجية المغربية عن رسالة من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، عبّر فيها عن دعمه لمقترح المغرب، المتعلق بالحكم الذاتي لإنهاء نزاع الصحراء، سحبت الجزائر سفيرها من مدريد للتشاور، وتوعدت بردٍّ قاسٍ، وفق ما أوردته وكالة "إيفي" الإسبانية.
وحسب ما كشفه مصدر لـ"عربي بوست"، فإن الجزائر أقرّت عقوبات مبدئية في ثلاثة مجالات، تتعلق بملف الهجرة غير الشرعية والغاز والنقل الجوي.
حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة سوناطراك الجزائرية، توفيق حكار، إن شركته ستُراجع أسعار الغاز الموجَّه لإسبانيا.
وباتت إمدادات الغاز الجزائري لإسبانيا مقتصرة على أنبوب الغاز البحري ميدغاز الذي دخل الخدمة في 2011 ويعمل بما يقترب من طاقته القصوى البالغة 8 مليارات متر مكعب سنوياً، إلى جانب مجمعات تحويل الغاز الطبيعي المسال. وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أوضح أنه تم التوصل إلى اتفاق مع مدريد لنقل الغاز بالسفن في حال حدوث أي مشكلة.
يشار إلى أن الجزائر منذ 1996 تصدّر نحو 10 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً إلى إسبانيا والبرتغال عبر خط أنابيب الغاز هذا.
الأزمة المستعصية مع المغرب
كانت الجزائر قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في نهاية أغسطس/آب 2021، بسبب "أعمال عدائية" من جانب المملكة، وهو قرار اعتبرته الرباط "غير مبرر تماماً".
وتفاقمت الأزمة خاصة إثر التطبيع المغربي الإسرائيلي، برعاية أمريكية، مقابل اعتراف الولايات المتحدة بـ"سيادة" المغرب على الصحراء الغربية. كما قررت في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقف ضخ الغاز عبر خط أنابيب "المغرب العربي-أوروبا" الذي يمر عبر الأراضي المغربية، ومن ثم وقف العلاقات التجارية مع المملكة وعدم تجديد عقد الغاز معها، بسبب ما وصفته الرئاسة الجزائرية حينها بـ"ممارسات ذات طابع عدواني من المملكة المغربية تجاه الجزائر، تمس بالوحدة الوطنية".
بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن واشنطن وبروكسل تضغطان لدفع الجزائر إلى إعادة تشغيل خط أنابيب غاز "المغرب العربي-أوروبا" الذي أوقفت تشغيله في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، رداً على الأزمة الدبلوماسية المستعصية مع المغرب.
فيما قال محللون من جانبهم للوكالة، إنه "من المستبعد أن تعيد الجزائر فتح خط أنابيب الغاز المتجه نحو إسبانيا عبر المغرب، بسبب الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، في ظل التجاذبات الحالية ومنها ملف الصحراء الغربية، وتطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل".