كشفت مصادر أمنية أمريكية أن واشنطن زودت أوكرانيا بمعلومات استخباراتية استطاعت الأخيرة بفضلها في إنقاذ قواتها من هجمات روسية في اللحظات الأخيرة، كما ساهمت في استهداف وإسقاط طائرة روسية.
بحسب موقع Business Insider الأمريكي الأربعاء 27 أبريل/نيسان 2022، قال مسؤولٌ أمريكي إن "الجيش الروسي قام حرفياً بضرب حقولٍ فارغة، حيث كانت الدفاعات الجوية تتمركز من قبل، فيما ظن أنه تمكن من القضاء عليها".
في حالةٍ أخرى، ساعدت الاستخبارات الأمريكية أوكرانيا في إسقاط طائرة نقل روسية على متنها مئات الجنود، كانت في طريقها للمساعدة في الاستيلاء على مطار هوستوميل بالقرب من كييف، حسبما ذكرت شبكة NBC.
كما ذكر التقرير أن الولايات المتحدة مرَّرَت أيضاً إحداثياتٍ مُحدَّدة متعلقة بمواقع القوات والطائرات الروسية؛ حتى يمكن مهاجمتها.
وقال مسؤولٌ أمريكي آخر: "منذ البداية، كنا نميل بشدة إلى التقدُّم في مشاركة المعلومات الاستخباراتية والاستراتيجية والقابلة للتنفيذ مع أوكرانيا".
أضاف المسؤول الأمريكي الذي لم يُكشف عن اسمه: "كان ذلك مؤثِّراً على المستويين التكتيكي والاستراتيجي. هناك أمثلةٌ لسرد قصصٍ واضحة جداً عن الفرق الكبير الذي أحدثه ذلك".
شراكة استخباراتية مع كييف
خلال الهجوم الروسي، صرَّحَت الولايات المتحدة علناً بأنها كانت تنقل معلومات استخباراتية إلى القوات المسلحة الأوكرانية، لكن الأخبار عن تأثير هذه المعلومات نادرة.
تحافظ الولايات المتحدة عادةً على شراكات استخباراتية مع حلفائها الرئيسيين، مثل حلف الناتو أو تحالف العيون الخمس الاستخباراتي، وكلاهما ليست أوكرانيا عضواً فيه.
يشار إلى أن واشنطن قدمت مساعداتٍ عسكرية بملايين الدولارات لأوكرانيا، لكنها استبعدت إرسال قوات للقتال في البلاد، قائلة بدلاً من ذلك إنها ستحمي أراضي الناتو.
حتى قبل شنِّ الهجوم الروسي، ذكرت تقارير بالتفصيل كيف كانت الولايات المتحدة تُبقي أوكرانيا على اطِّلاعٍ دائم على خطة الرئيس فلاديمير بوتين السرية للهجوم.
حيث التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية، بيل بيرنز، بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف بمنتصف يناير/كانون الثاني 2022، قبل شنِّ الهجوم، ونَقَلَ معلوماتٍ استخباراتية تفيد بأن روسيا تخطِّط للاستيلاء على مطار هوستوميل بالقرب من كييف واستخدامه كوسيلةٍ لدفع القوات بالقرب من كييف، حسبما ذكرت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية.
واستولت القوات الروسية على المطار في 24 فبراير/شباط، اليوم الأول للهجوم. وبحلول أوائل الشهر الجاري، أبريل/نيسان 2022، استعادت القوات الأوكرانية المطار، لكنه الآن تضرر بشدة وغير جاهز للعمل.
في أعقاب القرار الروسي الأخير بشن هجوم شامل على منطقة دونباس، في جنوب شرقي أوكرانيا، قالت الولايات المتحدة إنها ستزيد من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف.
مع ذلك، ووفقاً لموقع The Intercept الأمريكي، فإن الولايات المتحدة تتوخَّى الحذر بشأن مدى تورُّطها في الهجوم على أوكرانيا؛ حتى لا تُغضِب بوتين.