لوَّح رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، الثلاثاء 26 أبريل/نيسان 2022، بالانسحاب من العملية السياسية؛ بسبب "تحكُّم مسلحين خارجين عن القانون وعبثهم بأمن البلاد والعباد، ومحاولاتهم المستمرة لتغييب الدولة".
تصريحات الحلبوسي تأتي في ظل أزمة سياسية يمر بها العراق، بعد تأخر تشكيل الحكومة، ووجود انقسامات بين التيارات السياسية في البلاد، كما أن تصريحات رئيس البرلمان العراقي من شأنها أن تزيد من تأزيم الوضع.
غضب رئيس البرلمان العراقي
قال محمد الحلبوسي، في تغريدة نشرها عبر حسابه على تويتر، إن "العمل السياسي تحكمه ثوابت وأخلاقيات، ولا يمكن أن يُصنف الاستهتار بأمن المواطنين، وإثارة الفتن بين أبناء الشعب، تحت أي سبب كان، على أنه مناورة أو ضغط سياسي".
كما أضاف رئيس البرلمان العراقي: "سنتخذ مواقف جدية وحدية (حادة) بمجمل المشاركة في العملية السياسية؛ نظراً لتحكّم المسلحين الخارجين عن القانون (دون تسمية أحد)، وعبثهم بأمن البلاد والعباد، ومحاولاتهم المستمرة لتغييب الدولة، وإضعاف القانون، والعبث بالنسيج الاجتماعي".
فيما شدد رئيس البرلمان على أنه "لا يمكن أن تُبنى دولة من دون العدل والعدالة، ولا يُحترم فيها حق المواطن في العيش الكريم".
بينما لفت الحلبوسي إلى أنه "سيُحاسب عاجلاً أم آجلاً كل من أجرم بحق الشعب، ونهب ثرواته، وغيّب رجاله، وقتل وأعاق شبابه وهم يطالبون بحقوقهم، وآخرين هجّرهم من ديارهم، وأودع أبرياء بدلاً من مجرمين تم تهريبهم من السجون في وضح النهار".
تواصل استهداف القواعد العسكرية
يأتي هذا الموقف بعد ساعات من تعرض قاعدة التاجي العسكرية، شمالي العاصمة بغداد، لهجوم بقذيفتي هاون الإثنين 25 أبريل/نيسان، من دون وقوع إصابات، وفق مصدر أمني لوكالة الأناضول.
قال المصدر، وهو ضابط في الشرطة العراقية، للأناضول، إن "قذيفتي هاون سقطتا داخل قاعدة التاجي العسكرية شمالي بغداد". وأشار إلى أن "إحدى القذيفتين سقطت بالقرب من مستودعات الأغذية، والأخرى قرب الجناح العسكري الخاص بطيران الجيش".
إذ تتعرض القواعد العسكرية العراقية، وخاصة تلك التي تستضيف مستشاري التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لهجمات متكررة؛ إذ تتهم واشنطن الفصائل الشيعية المقربة من إيران بالوقوف وراءها.
كما يأتي الموقف وسط أزمة سياسية خانقة يعيشها العراق؛ نتيجة فشل القوى السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية، التي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في الوصول إلى اتفاق لتشكيل الحكومة الجديدة.