لا تستبعد الولايات المتحدة الأمريكية اللجوء إلى خيار التحرك العسكري ضد جزر سليمان إذا سمحت للصين بتأسيس قاعدة عسكرية هناك، قائلةً: إن الاتفاقية الأمنية المُوقَّعة مؤخراً بين بكين وعاصمة الجزر هونيارا تفرض "تداعيات أمنية إقليمية محتملة" على واشنطن وحلفاء آخرين.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت: إن السفير دانيال كريتنبرينك، مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، كان طرفاً في محادثات أمريكية رفيعة المستوى مع جزر سليمان في الأسبوع الماضي.
كريتنبرينك قال: "إنَّ الفريق الأمريكي، عقد اجتماعاً "بنّاءً وصريحاً" مدته 90 دقيقة مع ماناسيه سوغافاري، رئيس وزراء "جزر سليمان" الدولة الواقعة في المحيط الهادئ".
أوضح المسؤول الأمريكي أن فريق بلاده أعرب عن مخاوفه تفصيلياً بشأن الاتفاقية الأمنية المُوقَّعة حديثاً مع الصين.
كريتنبرينك أضاف أن بلاده أرادت "توضيح الخطوط العريضة لمخاوفنا لأصدقائنا في جزر سليمان، وأشار رئيس الوزراء سوغافاري إلى أنَّ جزر سليمان ترى أنَّ الاتفاقية لها تبعات محلية فقط. لكننا أوضحنا أنَّ هناك تداعيات محتملة على الأمن الإقليمي، ولن تشملنا فقط، بل حلفاءنا وشركاءنا في المنطقة أيضاً".
كذلك جدد السفير كريتنبرينك استعداد الولايات المتحدة للتحرك في المنطقة، إذا أنشأت الصين قاعدة عسكرية هناك.
في هذا الصدد، قال كريتنبرينك: "بالتأكيد نحترم سيادة جزر سليمان، لكننا نريدهم أيضاً أن يعرفوا أنَّ اتخاذ خطوات لإنشاء وجود عسكري دائم بحكم الواقع، أو قدرات لاستعراض القوة، أو منشأة عسكرية، سيثير مخاوف كبيرة لدينا، ومن الطبيعي أن نرد ونستجيب لهذه المخاوف".
عندما سُئِل عمّا يمكن أن يتضمنه هذا الرد، قال: "لن أتوقع ما قد تفعله الولايات المتحدة أو لا تفعله في مثل هذا الموقف، ولست في وضع يسمح لي بالتحدث عن ذلك".
الصحيفة البريطانية، قالت: إنه عندما ألحَّ الصحفيون على المسؤول الأمريكي عما إذا كان يستبعد احتمالية تحرك الولايات المتحدة عسكرياً ضد جزر سليمان في حال إنشاء قاعدة بحرية، أجاب كريتنبرينك: "ليس لدي ما أضيفه عما قلته".
أشار كريتنبرينك أيضاً إلى الطموحات العسكرية للصين، قائلاً: "أعتقد أنه من المهم في هذا السياق، أن نضع في اعتبارنا أننا نعلم أنَّ الصين تسعى لإنشاء بنية تحتية أساسية، وخدمات لوجستية خارجية أقوى تسمح لجيش التحرير الشعبي بإبراز القوة العسكرية والحفاظ عليها على مسافات أطول".
أضاف السفير: "لذلك أردنا إجراء تلك المحادثة الصريحة مع أصدقائنا في جزر سليمان. لقد أوضحنا مخاوفنا… وأشرنا إلى أننا سنواصل مراقبة الوضع عن كثب، وسنستمر في التواصل معهم للمضي قدماً".
يُذكر أنَّ نص الاتفاقية الأمنية المُوقَّعة مع الصين سريّ، إلا أنَّ نواب البرلمان في جزر سليمان طالبوا رئيس الوزراء بإعلانه.
جزر سليمان Solomon Islands هي أرخبيل يتكون من نحو 990 جزيرة تشكل معاً دولة عاصمتها هونيارا، وتقع في جنوب المحيط الهادئ على بعد أقل من 2000 كلم من الساحل الشرقي لأستراليا، ويبلغ عدد سكان الأرخبيل نحو نصف مليون نسمة، ومساحة الجزر مجتمعة نحو 82.450 ألف كيلومتر مربع.
كانت جزر سليمان، التي تتبع التاج البريطاني بوصفها إحدى دول الكومنولث، قد تصدرت الأحداث عالمياً خلال نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، حين اندلعت فيها أحداث شغب وأُحرقت مبانٍ حكومية، على خلفية إدارة الحكومة لأزمة الوباء وملفات أخرى.