قال أطباء شرعيون: إن عشرات المدنيين الذين قتلوا خلال وجود القوات الروسية في مدينة بوتشا الأوكرانية، لقوا حتفهم بسهام معدنية دقيقة، تنطلق من قذائف من النوع الذي تستخدمه المدفعية الروسية.
صحيفة The Guardian البريطانية، نقلت الأحد 24 أبريل/نيسان 2022، عن الأطباء الشرعيين الذين شرحوا جثثاً عُثر عليها بمقابلة جماعية شمال العاصمة كييف، قولهم: إنهم عثروا على سهام معدنية صغيرة، تسمى "فليشيت"، مغروسة في رؤوس القتلى وصدورهم.
الطبيب الشرعي الأوكراني فلاديسلاف بيروفسكي، قال للصحيفة: "وجدنا عدة أجسام رفيعة جداً تشبه المسامير في أجساد رجال ونساء، وعَثر عليها كذلك آخرون من زملائي في المنطقة، ومن الصعب العثور عليها في الجسم لأنها دقيقة جداً. ومعظم هذه الجثث من منطقة بوتشا إيربين".
من جانبهم، أكد خبراء أسلحة مستقلون راجعوا صور السهام المعدنية التي عُثر عليها في الجثث، أنها من نوع "فليشيت"، وهي سلاح مضاد للأفراد كان يُستخدم على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى.
هذه السهام المعدنية الصغيرة تستقر داخل قذائف دبابات أو مدافع ميدانية، وكل قذيفة تحوي حوالي 8000 "فليشيت"، وتنطلق هذه القذائف حين يشتعل فتيل موقوت وتنفجر فوق الأرض.
تنطلق سهام "الفليشيت"، التي يتراوح طولها عادةً بين 3 سم و4 سم من القذيفة، وتنتشر في قوس مخروطي بعرض 300 متر وطول 100 متر.
عند اصطدام السهم بجسم الضحية، يفقد صلابته، وينحني على شكل خطاف، وغالباً ما تنفصل مؤخرة السهم، المكونة من أربع زعانف، مسببة جرحاً ثانياً.
بحسب عدد من الشهود في بوتشا، أطلقت المدفعية الروسية سهام الفليشيت قبل أيام قليلة من انسحاب القوات من المنطقة نهاية شهر مارس/آذار 2022.
رغم أن جماعات حقوق الإنسان تسعى منذ مدة طويلة لحظر قذائف فليشيت، فالقانون الدولي لا يحرّمها، لكن استخدام أسلحة فتاكة غير دقيقة في المناطق المدنية المكتظة بالسكان يعد انتهاكاً للقانون الإنساني.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أن ذخائر "الفليشيت" كانت تُستخدم أسلحةً باليستية منذ الحرب العالمية الأولى، وهذه السهام المعدنية القاتلة، التي كانت الطائرات الجديدة آنذاك تلقيها لمهاجمة المشاة، كان بإمكانها اختراق الخوذات.
لم تُستخدم "الفليشيت" على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الثانية، لكنها عاودت الظهور في حرب فيتنام، حين استخدمت الولايات المتحدة نسخة من قذائف فليشيت معبأة في أكواب بلاستيكية.
يُشار إلى أن الهجوم الروسي على المدن الأوكرانية مستمر منذ 24 فبراير/شباط 2022، ويتزامن ذلك مع تزايد أعداد اللاجئين الأوكرانيين الهاربين، ووصل عددهم إلى ما يقرب من 5,2 ملايين شخص، وفق تعداد نشرته السبت 23 أبريل/نيسان 2022 مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.