أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، الأحد 24 أبريل/نيسان 2022، الحداد الرسمي، الإثنين 25 أبريل/نيسان 2022، على ضحايا الزورق الذي غرق الليلة الماضية قبالة سواحل طرابلس، وكان على متنه عشرات المهاجرين، وذلك في وقت أعلنت فيه السلطات انتشال عدد من الجثامين.
جاء ذلك في بيان لمكتب ميقاتي الإعلامي، وقال فيه: "نعلن الحداد الرسمي غداً على ضحايا الزورق الذي غرق ليل أمس قبالة طرابلس، وتنكس حداداً الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة الأليمة".
أضاف البيان أن ميقاتي أجرى اتصالاً مع وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وطلب منه التوجه إلى طرابلس وتقديم كل ما يلزم لعائلات الضحايا، كما كلف ميقاتي، الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، اللواء محمد خير، بأن يكون إلى جانب الأهالي المفجوعين وتقديم كل المساعدات الممكنة لهم.
يأتي هذا بينما قال وزير النقل اللبناني علي حمية، في تصريح لوكالة رويترز، إن "ستة أشخاص لقوا حتفهم في انقلاب الزورق قبالة سواحل طرابلس خلال الليل، من بينهم طفلة واحدة على الأقل".
من جانبه أعلن الجيش اللبناني أن القوات البحرية أنقذت 48 شخصاً، وأشار أيضاً إلى أن "القوات البحرية بمؤازرة مروحيات، عملت على سحب المركب وإنقاذ معظم من كانوا على متنه، حيث قدمت لهم الإسعافات الأولية، ونقل المصابون منهم إلى مستشفيات المنطقة".
كان أشخاص من عائلات بعض الركاب قد تجمعوا للاطمئنان على أقاربهم، لكنهم مُنعوا أيضاً من دخول ميناء طرابلس، وقال رجل ينتظر أنباء عن قريب له خارج الميناء "حدث هذا بسبب السياسيين الذين أجبروا اللبنانيين العاطلين عن العمل على مغادرة البلاد"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
شهادات ناجين
في سياق متصل، تحدث ناجون لوسائل إعلام لبنانية عن تفاصيل غرق الزورق الذي كان يحمل مهاجرين، وأكدوا أن الزورق كان على متنه العديد من الأطفال.
أحد الناجين تحدث لتلفزيون "إل بي سي" اللبناني ووجه اتهاماً للجيش، وقال إن قارباً تابعاً له هاجم زورق المهاجرين مرتين، حتى تسبب في غرقه، وأضاف الناجي أن مسؤولاً في قارب الجيش أخبرهم بأنه يريد "إغراقهم" على حد قوله.
ناجٍ آخر رفض رواية السلطات بشأن سبب غرق الزورق، وقال متهماً الجيش: "الجيش هو الذي أغرقنا"، بحسب تعبيره.
كذلك أكد ناجٍ ثالث ما قال إنه "استهداف الجيش" لزورق المهاجرين، وقال الرجل إنه فقد 3 من عائلته، وأضاف أنه يحمل قائد الجيش مسؤولية ما حصل، وقال إن ضابطاً "ضرب" الزورق الذي كان يقل المهاجرين.
كان الجيش قال في وقت سابق إن الزورق "غادر الساحل بصورة غير قانونية"، وأضاف في مؤتمر صحفي اليوم الأحد 24 أبريل 2022، إن "القوات البحرية اصطدمت بالمركب بينما كان المهرب المسؤول عنه يحاول تجنب الجيش".
يأتي هذا بينما يعاني لبنان، الذي يناهز عدد سكانه ستة ملايين نسمة، أزمة مالية غير مسبوقة، ويقول البنك الدولي إنها على نطاق تشهده عادة دول تعيش حروباً.
الليرة اللبنانية كانت قد فقدت أكثر من 90% من قيمتها الشرائية ويعيش غالبية السكان تحت خط الفقر.
تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن ما لا يقل عن 1570 شخصاً، من بينهم 186 لبنانياً، غادروا لبنان أو حاولوا المغادرة بشكل غير نظامي عن طريق البحر، بين يناير/كانون الثاني، ونوفمبر/تشرين الثاني2021.
يتجه أغلب المهاجرين غير النظاميين إلى جزيرة قبرص، العضوة في الاتحاد الأوروبي، التي تبعد 175 كيلومتراً عن سواحل لبنان، وبلغ عدد هؤلاء المهاجرين عام 2019 نحو 270، بينهم 40 لبنانياً، وفقاً للوكالة الفرنسية.
معظم الذين يحاولون مغادرة لبنان عن طريق البحر هم من اللاجئين السوريين، لكن أعداد اللبنانيين بينهم في تزايُد.