في محاولة للبحث عن السلم الاجتماعي في البلاد، خرج أمس السبت 23 أبريل/نيسان 2022، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في لقاء إعلامي للإعلان عن قرارات تقيس الطبقة المتوسطة والفقيرة في البلاد.
ودأب الرئيس الجزائري أن يعقد لقاءً مع ممثلي الصحافة الوطنية في الجزائر بشكل دوري، يتحدث من خلالها عن قرارات هامة تخص القضايا الوطنية، ورؤيته فيما تعلق ببعض القضايا على الساحة الدولية.
ولقي الخروج الإعلامي للرئيس الجزائري تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
قرارات اجتماعية
أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال خروجه الإعلامي عن زيادات في منحة البطالة وزيادات في الأجور، ستطبق شهر يناير/كانون الثاني 2023، وأنه ينتظر النتائج النهائية لمداخيل الجزائر لترسيم القرار.
وطمأن تبون الجزائريين المتخوفين من التأثيرات الدولية على الوضع الاقتصادي في البلاد، قائلاً إن الدولة استحدثت 52 ألف فرصة عمل في الميدان، في ظرف شهرين ونصف فقط.
وكشف تبون أن لجنة وطنية ستكون نهاية مايو/أيار 2022 المقبل لمراجعة سياسة الدعم بمشاركة البرلمان بغرفتيه والأحزاب والنقابات.
وكان وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، يوسف شرفة، قد أعلن أن عدد الملفات المقبولة في إطار طلب الاستفادة من منحة البطالة فاق 900 ألف حتى 18 أبريل/نيسان الجاري من بين 1.501.799 مسجل على مستوى المنصة الإلكترونية.
المواد الغذائية
وفي إطار التخوفات من ندرة بعض المواد الغذائية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، طمأن عبد المجيد تبون الشعب الجزائري بكون الدولة تقوم بالمطلوب منها للحفاظ على النظام الغذائي في البلاد.
وقال تبون إن الجزائر لديها احتياطي حبوب كاف لمدة 8 أشهر، كما أنها على أبواب موسم الحصاد، وتطمح لإنتاج 7 ملايين طن من الحبوب والاستغناء عن الاستيراد، وهذا ممكن، لأن الجزائر لديها الإمكانيات لذلك والمشكلة في المردودية.
وفي إطار الحبوب دائماً، قال عبد المجيد تبون عن وجود 160 مطحنة تتلقى الدعم من طرف الدولة، غير أنها لا تقوم بعملها بالشكل المطلوب وتبيع القمح لمربّي المواشي.
أما عن احتكار بعض المواد الغذائية التي تعرفها الأسواق الجزائرية أشار الرئيس الجزائري إلى أن المفتشية العامة لرئاسة الجمهورية ستقوم بدورها في التحقيق حول ندرة المواد الأساسية.
وبخصوص قرار منع تصدير المواد الأولية، قال الرئيس الجزائري إن القرار ليس فيه أي إجحاف، والتصدير يستنزف قرابة ثلث قوت الجزائريين، الذي يتجه إلى دول أخرى.
أيضاً، أعلن الرئيس الجزائري أن الدولة ستدعم بنسبة 90% إنشاء مصانع إنتاج الزيت والسكر لتشجيع الإنتاج المحلي وتقليص الاستيراد.
دولياً
أما دولياً، فقد نفى الرئيس عبد المجيد تبون وجود مؤتمر دولي ليبي بالجزائر، وقال إن الأمر كان بطلب من الأشقاء الليبيين، والجزائر تدرس الملف ومؤشرات نجاحه، لأنها تريد لمّ شمل الدول العربية وليس التفرقة.
وأضاف عبد المجيد تبون أن الجزائر تسير مع الشرعية الدولية في ليبيا، ولا يوجد حل في ليبيا دون الرجوع إلى الشعب، ولا بد من انتخابات تشريعية لكي ترجع الشرعية للشعب، والبرلمان هو من يقرر شكل الحكومة الجديدة.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال وقت متأخر، السبت 23 أبريل/نيسان 2022، إن بلاده لن تتخلى أبداً عن إمداد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف، رغم الخلاف بين البلدين بشأن نزاع الصحراء.
كما أضاف تبون: "ما قام به رئيس الحكومة الإسبانية غير مقبول أخلاقياً وتاريخياً"، في إشارة لدعم مقترح الحكم الذاتي الذي طرحته الرباط قبل سنوات كحل للنزاع في الصحراء.
وتابع تبون أن إسبانيا يجب ألّا تنسى أن مسؤوليتها التاريخية ما زالت قائمة في الصحراء، بالنظر لكونها هي القوة المستعمرة سابقاً للمنطقة. وشدد على أن الجزائر ورغم الخلاف الدبلوماسي مع مدريد، تطمئن "إسبانيا والشعب الإسباني أن الجزائر لن تتخلى أبداً عن إمدادها بالغاز".
وبخصوص سؤال عن تاريخ عودة سفير بلاده إلى مدريد بعد استدعائه على خلفية الأزمة الدبلوماسية، ردّ تبون بالقول "السفير في وضع جيد في بلاده".