اعتذرت قناة تلفزيونية تايوانية، الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2022، عن تسببها بحالة "هلع" بين الجمهور، بعد بثها عن طريق الخطأ سلسلة من التنبيهات، تفيد بأن الصين شنَّت هجمات على الجزيرة أثناء النسخة الصباحية من نشرتها الإخبارية.
إذ تعتبر الحكومة الصينية جزيرة تايوان مقاطعة انفصالية، وتتوعد بالاستيلاء عليها لتحقيق وحدة وطنية. وتعهد الرئيس شي ببذل كل جهد ممكن لتوحيد البلاد سلمياً، لكن بكين لم تستبعد يوماً استخدام القوة.
خطأ جسيم أثار هلع تايوان
قال تلفزيون "سي تي إس"، المتمركز في تايبيه، في بيان، إن "سي تي إس يقدم اعتذاراته الصادقة عن هذا الخطأ الجسيم، الذي تسبب في هلع بين الجمهور، ومشاكل للوحدات المعنية"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كما أثار التلفزيون مخاوف بعد بثه سلسلة تنبيهات، بينها "إصابة مدينة تايبيه الجديدة بصواريخ موجَّهة من الجيش الشيوعي". وقال إن "سفناً انفجرت ودُمرت منشآت وقوارب، ولحقت أضرار بميناء تايبيه".
عزا التلفزيون الخطأ إلى موظفين بثوا عن طريق الخطأ محتوى تدريبات على حرائق، تم تكليف المحطة بإنتاجه لرجال الإطفاء في مدينة تايبيه الجديدة.
بينما ورد في تنبيه آخر "قد تندلع الحرب، ومدينة تايبيه الجديدة تفتح مركز قيادة وتحكم مشترك للطوارئ".
قال التلفزيون إنه أصدر تصحيحات واعتذارات عبر قنوات متعددة، مؤكداً أنه "سيُعاقِب بشدة" المسؤولين بعد بدء تحقيق داخلي. وكتب في منشور على صفحته على فيسبوك "لا داعي للذعر"، موضحاً أن "رسالة للوقاية من الحرب والكوارث نُشرت بالخطأ".
ردّ بعض مستخدمي الإنترنت بغضب وازدراء. ومع ذلك لم تكن هناك أي مؤشرات على ذعر في شوارع تايبيه صباح الأربعاء.
أجواء من الحساسية والقلق
يأتي هذا الحادث الذي يتعلق بمسألة حساسة جداً في تايوان في أجواء من القلق من أن تنفذ الصين يوماً ما تهديداتها بضم الجزيرة الديمقراطية شبه المستقلة، التي تعتبرها جزءاً من أراضيها، ووعدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر. وتزايدت هذه المخاوف بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
فيما كثفت بكين ضغوطها على تايوان منذ وصول الرئيسة تساي إنغ ون إلى السلطة في 2016، في الجزيرة التي تعتبرها الأخيرة دولة ذات سيادة.
كما ازدادت مناورات الترهيب الصينية بشكل كبير خلال العام الماضي، إذ اخترقت الطائرات الحربية منطقة الدفاع الجوي التايوانية بشكل شبه يومي.
فقد سجلت تايوان 969 توغلاً من هذا النوع في 2021، حسب قاعدة بيانات جمعتها وكالة فرانس برس، أي أكثر من ضعف العدد البالغ 380 تقريباً، المسجل في 2020. وفي الأشهر الأربعة الأولى من 2022 سجلت حوالي 300 عملية توغل جوي.
دليل مدني لمواجهة الغزو
صدر أول دليل دفاع مدني للمواطنين التايوانين بهدف إعدادهم في حالة تعرُّض البلاد لغزو صيني، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.
صحيفة The Times البريطانية، قالت إن دليل وزارة الدفاع المؤلَّف من 28 صفحة يوضح طريقة استخدام تطبيق هاتف للعثور على أقرب ملجأ من القنابل وإمدادات المياه والغذاء، ويقدم عدداً من الإرشادات عن إعداد الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ.
إذ قال ليو تاي يي، المسؤول في وحدة التعبئة الدفاعية الشاملة بالوزارة، إن الدليل يوضح للمواطنين "الطريقة السليمة للتصرف في حالات الأزمات العسكرية والكوارث".
الدليل الذي يخضع لتطويرات منذ عام، ويستند إلى إرشادات مماثلة تصدرها السويد واليابان، يضم فصلاً أيضاً عن إرشادات لجنود الاحتياط عند حشدهم في حالة حدوث غزو، ومعلومات عن طريقة التعامل مع حالات الطوارئ والنجاة منها، ومن أمثلة هذه الحالات الهجمات الجوية وانهيارات المباني وانقطاع التيار الكهربائي ونقص الإمدادات.