انتقدت الصين، الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2022، السويد وطالبتها باحترام معتقدات المسلمين، على خلفية حادثة حرق نسخ من القرآن الكريم، وذلك في وقت تواجه فيه بكين انتقادات واسعة لاضطهادها و"تنكيلها" بمسلمي أقلية الإيغور.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، قال في بيان، إن "حرية التعبير لا يمكن أن تكون سبباً للتحريض على التمييز العنصري أو الثقافي وتمزيق المجتمع"، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.
من جانبها، نقلت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية اليومية عن المتحدث، قوله: "نأمل أن تحترم السويد بجدية، المعتقدات الدينية للأقليات وضمن ذلك المسلمون".
يأتي هذا بعدما أقدم زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي راسموس بالودان، على إحراق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد، تحت حماية الشرطة.
استنكرت تركيا والمملكة العربية السعودية ومجموعة من الدول والمنظمات العربية والإسلامية حرق القرآن، ووصفوا ذلك بأنه "استفزاز وتحريض ضد المسلمين".
تسببت حادثة حرق نسخة من القرآن في حدوث احتجاجات واسعة واضطرابات استمرت أياماً، وحدثت مواجهات بين الشرطة في أحياء تقطنها غالبية مسلمة بمدينتي نورشوبينغ ولينشوبينغ السويديتين.
اتسعت رقعة الاحتجاجات والمواجهات لتشمل مدناً أخرى قام فيها بالودان الذي يحمل الجنسيتين الدنماركية والسويدية، بإحراق المصحف أو أعرب عن نيّته القيام بذلك.
من جانبها أكّدت الشرطة السويدية أن "جولات" اليميني المتطرف تندرج في سياق حرّية التعبير، ما يلزمها بمنح التراخيص لها، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بدوره، قال وزير العدل مورغان يوهانسن، خلال مؤتمر صحفي: "نعيش في ديمقراطية بها حيّز واسع جداً لحرية التعبير والإعلام، ونحن نعتزّ بذلك"، وشدّد على أن "ما من نيّة لتضييق مجال (الحريات)"، حتى وإن استغل "يميني دنماركي" هذه الحريات للحضّ على "الكراهية والشقاق والعنف"، وهو أمر "مؤسف"، وفق قوله.
اضطهاد مسلمي الإيغور
الانتقاد الذي وجهته الصين للسويد، يأتي بينما تتهم منظمات حقوقية عالمية ودول، بكين بممارسة انتهاكات واسعة ضد مسلمي الإيغور.
كانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نشرت، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تقريراً كشف وثائق حكومية صينية مسربة، احتوت تفاصيل قمع بكين مليون مسلم من "الإيغور"، ومسلمين آخرين في معسكرات اعتقال بتركستان الشرقية.
كذلك، سبق أن أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي لحقوق الإنسان في شهر مارس/آذار 2020، والذي ذكرت فيه أن الصين تحتجز المسلمين بمراكز اعتقال؛ لمحو هويتهم الدينية والعرقية، تجبرهم على العمل بالسخرة.
كما تحدثت تقارير إعلامية وحقوقية، عن حالات اغتصاب، وتعذيب، وتعقيم قسري، وتدمير لعشرات المساجد والأضرحة، ومعسكرات اعتقال (غولاجات) القطن التي يُجبَر الإيغور على العمل فيها وسط ظروفٍ مُهينة، بلا أجر أو مقابل أجرٍ زهيدٍ للغاية. وتُنتِج مقاطعة سنغان نحو خُمس إمدادات القطن في العالم.
غير أن الصين عادةً ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات اعتقال"، إنما هي "مراكز تدريب مهني" وترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة"، على حد قولها.