كشفت متابعة أجراها مراسلو صحيفة The New York Times الأمريكية أن أوكرانيا أقدمت على إطلاق صواريخ من "الذخائر العنقودية"، التي تحظرها أكثر من 100 دولة بموجب اتفاقية دولية، وذلك بهدف إجبار قوات روسية على الخروج من إحدى القرى، خلال مارس/آذار 2022.
بحسب تقرير الصحيفة الذي نُشر الثلاثاء، 19 أبريل/نيسان 2022، فقد استعادت القوات الأوكرانية، في 26 مارس/آذار، قرية هوساريفكا الريفية، على بعد 96.5 كيلومتر جنوب مدينة خاركيف، بعد مدة قصيرة من استيلاء القوات الروسية عليها.
قالت الصحيفة إن مراسليها حددوا آنذاك صاروخ مدفعية "أوراغان 220 ملم"، أُطلق على القوات الروسية عن طريق القوات الأوكرانية في 6 مارس/آذار أو 7 مارس/آذار.
تجدر الإشارة إلى أن راجمة الصواريخ أوراغان تطلق ذخائر عنقودية.
وحُظرت القنابل العنقودية عن طريق 100 دولة بموجب اتفاقية الذخائر العنقودية الموقعة في 2010، لكن روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة لم تكن ضمن الدول التي وقعت على الاتفاقية.
من المعروف أن القنابل العنقودية هي نوع من الصواريخ التي تنقسم إلى قنابل أصغر بعد إطلاقها، كي تغطي أكبر مساحة تأثير ممكنة.
يقول منظمو الحملات المناهضة للأسلحة والجماعات الحقوقية إن الصواريخ تعرّض المدنيين لخطر كبير بسبب طبيعة تصميمها، التي لا تُميز بين الجنود والمدنيين.
بحسب الصحيفة، فقد قتل شخصان عن طريق القذائف الأوكرانية خلال وجود القوات الروسية في القرية.
اتُّهمت روسيا أكثر من مرة باستخدام الذخائر العنقودية خلال الحرب التي تشنها ضد أوكرانيا، لكنها المرة الأولى التي تُتهم فيها القوات الأوكرانية باستخدام هذه النوعية من الذخائر.
وقد استخدمت القوات الأوكرانية الذخائر العنقودية في 2015، خلال الصراعات مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس الأوكرانية التي تؤيد الكرملين.
الهجوم على دونباس
وفي خطاب عبر الفيديو، الإثنين 18 أبريل/نيسان، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا بدأت هجومها على منطقة دونباس الشرقية، التي سيطرت عليها بدرجة كبيرة الفصائل الانفصالية المدعومة من الكرملين، حتى قبل بدء روسيا الحرب ضد أوكرانيا.
في الأسابيع الأخيرة، أعادت روسيا تمركز قواتها بعيداً عن العاصمة كييف وشمال أوكرانيا بعد توقف الهجوم، وبدأت بدلاً من ذلك هجوماً مركزاً يستهدف دونباس.
لكن عديداً من سكان قرية هوساريفكا، التي تبعد عن الحدود الشرقية، أخبروا صحيفة The New York Times بأن القوات الروسية واصلت قصف القرية منذ هزيمتها فيها.
وأفادت الصحيفة بأن 400 مواطن فقط من سكان القرية، الذين كان عددهم يبلغ 1000 مواطن، ظلوا فيها بعد الهجوم الروسي.