قالت موسكو السبت 16 أبريل/نيسان 2022، إنها سيطرت على منطقة ماريوبول الحضرية بالكامل من القوات الأوكرانية، وقالت إنه لم يتبقّ سوى عدد قليل من المقاتلين في مصنع آزوفستال للصلب، الذي شهد اشتباكات متكررة.
وتحاول القوات الروسية منذ عدة أسابيع السيطرة على المدينة الواقعة على بحر آزوف، وقد تعرضت المدينة لقصف كثيف خلال هذه الفترة، فيما قال مسؤولون أوكرانيون إن المدينة نسفت ولم يبقَ منه شيء.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه حتى السبت 16 أبريل/نيسان، فقدت القوات الأوكرانية في المدينة الساحلية المحاصرة أكثر من أربعة آلاف فرد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: "تمت السيطرة على منطقة ماريوبول الحضرية بالكامل، بقيت المجموعة الأوكرانية محاصرة بالكامل في الوقت الراهن على أراضي مصنع آزوفستال للصلب".
فيما تابعت: "فرصتهم الوحيدة لإنقاذ أرواحهم هي إلقاء أسلحتهم طواعية والاستسلام".
ولم يصدر أي رد فعل بعد من كييف على بيان الوزارة الروسية التي قالت أيضاً إن 1464 جندياً أوكرانياً استسلموا حتى الآن.
فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لموقع بوابة أوكرانيا برافدا الإخباري: "الوضع صعب للغاية" في ماريوبول.
وتابع: "جنودنا محاصرون والجرحى محاصرون. هناك أزمة إنسانية.. ومع ذلك الرجال يدافعون عن أنفسهم".
غاز سارين في سومي
في سياق الحرب، أعلن رئيس بلدية تروستيانتس الأوكرانية يوري بوفا، السبت، العثور على بقايا من غاز السارين، وأسلحة كيميائية أخرى في قرية "بيلكا" بمدينة سومي شرقي البلاد.
قال بوفا أثناء مشاركته في برنامج عبر "راديو أوكرانيا": "وجدنا بقايا أسلحة كيميائية في قرية بيلكا، تتمثل في (غاز) سارين ومواد أخرى (لم يحددها)، واكتشفنا عبوات زجاجية".
أضاف كذلك أن دائرة الأمن الأوكرانية تعمل حالياً على تلك المواد، وأنه من المحتمل أن الروس أرادوا استخدام هذه المادة الكيميائية لضرب كييف وبولتافا ومدن أخرى، وفق وكالة الأنباء الأوكرانية الوطنية.
وأشار إلى أنه "خلال شهر واحد من الإقامة في تروستيانتس، نصب الروس العديد من الأسلحة المتفجرة، ونبشوا العديد من المقابر والغابات والمتنزهات والمباني الإدارية".
قصف عنيف على كييف
فيما قصفت طائرات حربية وصواريخ العاصمة الأوكرانية كييف وعدداً من المدن الرئيسية الأخرى السبت، في هجمات روسية بعيدة المدى على مدن أوكرانية بعد إغراق البارجة موسكفا، سفينة القيادة في الأسطول الروسي بالبحر الأسود.
وقالت موسكو إن طائراتها قصفت مصنعاً لإصلاح الدبابات في العاصمة، حيث سُمع دوي انفجار وشوهد دخان في منطقة دارنيتسكي الجنوبية الشرقية. وقال رئيس بلدية المدينة إن شخصاً واحداً على الأقل لقي حتفه وإن المسعفين يكافحون لإنقاذ آخرين.
فيما قال الجيش الأوكراني إن طائرات حربية روسية أقلعت من روسيا البيضاء أطلقت صواريخ أيضاً على منطقة لفيف بالقرب من الحدود البولندية، حيث أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية أربعة صواريخ كروز.
ولم تتضرر المدينة الغربية نسبياً حتى الآن من الصراع وهي بمثابة ملاذ للاجئين ولوكالات الإغاثة الدولية.
وقال حاكم إقليم خاركيف في الشرق إن شخصاً واحداً على الأقل لقي حتفه وأصيب 18 في هجوم صاروخي.
في ميكولايف، وهي مدينة قريبة من الجبهة الجنوبية، قالت روسيا إنها قصفت مصنعاً لصيانة المركبات العسكرية.
وجاءت الهجمات الأخيرة في أعقاب إعلان روسيا الجمعة أنها ستكثف الضربات بعيدة المدى، رداً على أعمال "تخريبية" و"إرهابية" لم تحدِّدها وذلك بعد ساعات من تأكيدها غرق سفينتها الرئيسية في البحر الأسود، موسكفا.
تقول واشنطن وكييف إن السفينة التي أصبح غرقها رمزاً لتحدي أوكرانيا أصيبت بصواريخ أوكرانية. وتقول موسكو إنها غرقت بعد حريق وإنه تم إجلاء طاقمها المؤلف من 500 فرد.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو لقائد البحرية الأدميرال نيكولاي يفمينوف أثناء لقائه في ساحة عرض مع حوالي 100 بحار قالت إنهم من أفراد الطاقم.
بعد شهر ونصف من غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، تحاول روسيا الاستيلاء على الأراضي في الجنوب والشرق بعد الانسحاب من الشمال بعد هجوم واسع على كييف تم صده في ضواحي العاصمة.
وتركت القوات الروسية التي انسحبت من الشمال بلدات تناثرت فيها جثث المدنيين، وهو دليل على ما وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي بالإبادة الجماعية، في محاولة لمحو الهوية الوطنية الأوكرانية.
فيما تنفي روسيا استهداف المدنيين، وتقول إن الهدف من "عمليتها العسكرية الخاصة" هو نزع سلاح جارتها وهزيمة القوميين وحماية الانفصاليين في جنوب شرق أوكرانيا.