أصدرت حركة حماس الفلسطينية بياناً، الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2022، حذرت فيه إسرائيل من تنفيذ ما قالت إنه "مخطط" لذبح القرابين في المسجد الأقصى، مؤكدة أنها والشعب الفلسطيني لن يسمحا بذلك "مهما كلف الثمن".
وقالت في بيانها، الذي تداولته وسائل ومنصات عبر مواقع التواصل: "نحذّر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قادة الاحتلال والجماعات الصهيونية من تنفيذ مخطط (ذبح القرابين) فيما يُسمّى عيد الفصح، وممارسة طقوسهم الاستفزازية في باحات المسجد الأقصى المبارك".
حماس شددت على أنَّ ذلك "يمثّل تصعيداً خطيراً يتجاوز كل الخطوط الحُمْر، كما أنَّه اعتداء مباشر على عقيدة ومشاعر شعبنا وأمَّتنا في هذا الشهر الفضيل، نحمّلهم مسؤولية تداعياته كافّة".
البيان الذي جاء تحت عنوان "هذا بيان للناس"، شددت فيه حماس على أنّ "جماهير شعبنا الفلسطيني بكل مكوّناته؛ أهلنا المرابطين في القدس، والثائرين في عموم الضفة الغربية المحتلة، والصامدين في قطاع غزّة، والداخل المحتل، وفي الشتات، لن يسمحوا بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي، وسيقفون بكلّ قوّة وبسالة لإحباطه، والتصدّي له".
وجددت الدعوة للشعب الفلسطيني من أجل "شدّ الرّحال والرّباط في المسجد الأقصى المبارك، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن الأقصى والمقدسات، والوقوف سدّاً منيعاً كالبنيان المرصوص، ردعاً للمتطرّفين وكبحاً لجماحهم، وانتصاراً وحماية للقدس والأقصى".
ما دعت الدول العربية والإسلامية إلى "التحرّك العاجل، ومنع هذا الانتهاك الخطير لحرمة الأقصى ومشاعر المسلمين قاطبة، والتداعي لتحمّل المسؤولية التاريخية في حماية القدس والمسجد الأقصى، ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة تصعيد وإرهاب الاحتلال الصهيوني الذي يستهدف قبلة المسلمين الأولى".
وختمت البيان بدعوة الهيئات والمنظمات الدّولية إلى "اتخاذ كلّ الخطوات لمنع هذا الخطر؛ الذي يمكن أن يؤدّي إلى اشتعال المنطقة بكاملها".
ما هي "قرابين عيد الفصح"؟
قرابين الدم (ذبح الخراف) هي المقصد الأسمى من طقوس عيد الفصح، إذ تجهز الخراف في مزرعة محمية ومعقمة وبعيدة عن كل الشوائب، حيث تتم تربيتها في مزرعة خاصة في منطقة غور الأردن قرب أريحا بعيداً عن الضوضاء. ثم يتم ذبحها من قبل الحاخام الأكبر وحرقها ونشر دمها في صحن قبة الصخرة بالمسجد الأقصى.
ومنذ إنشاء دولة إسرائيل قبل ما يزيد على سبعة عقود، لم يجرؤ أي من الحاخامات ومنتسبي المدارس الدينية في إسرائيل، على ممارسة طقوس عيد الفصح داخل ساحات المسجد الأقصى. إلا أن جماعات الهيكل ترى أن هنالك تغيراً جذرياً في مواقف الحاخامية العليا ووزارة الأديان بخصوص بناء الهيكل هذا العام، نظراً للظروف الداخلية والدولية والإقليمية التي قد تساعد على مثل هذه الخطوة.
وبدأت الاستعدادات لهذا الحدث؛ إذ قامت جماعات الهيكل بنصب خيمتين في ساحة القصور الأموية جنوب ساحة البراق استعداداً لاحتفالات الجمعة القادمة، كما وضعت جماعات الهيكل على موقعها الإلكتروني خطة بديلة تفادياً لأي مفاجآت قد تعكر احتفالاتهم في هذا اليوم المنتظر منذ عقود وسنوات طويلة لإكمال طقوس عيد الفصح.
ويعتقد اليهود أن تقديم قرابين الدم في عيد الفصح داخل المسجد الأقصى، لن يكون كما قبله، أي أنها إشارة لتنفيذ مخطط هدم مكونات المسجد الأقصى واستباحته بالكامل، وبدء العمل لإقامة المعبد الثالث من الناحية العملية؛ لأن الجماعات الصهيونية ترى أنها أقامته من الناحية الروحية عبر الاقتحامات المستمرة وإقامة الصلوات، وبالتالي فإن الخطوة القادمة هي إقامة الشعائر اليهودية الكبرى.
هذا الحدث الذي لم يجد صدى إعلامياً بعد، لكنه يقابل باهتمام وتركيز أمني إسرائيلي، إذ بدأت قوات الشرطة الإسرائيلية والجيش هذا الأسبوع بفرض قيود على دخول المقدسيين للمسجد الأقصى بأعداد كبيرة، وتحديداً باب العمود الذي يتركز فيه جماعات الهيكل، بهدف خفض مستوى الاحتقان والمواجهات لأدنى حدودها الممكنة.