كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، 13 أبريل/نيسان 2022، أن المملكة المتحدة تعمل على تحديث المخابئ العسكرية على أراضيها، كي يمكن استخدامها لتخزين أسلحة نووية أمريكية مرة أخرى، بعد 14 عاماً من بقائها فارغة.
ووفقاً لوثائق رسمية نقلت عنها صحيفة الغارديان، فإن بريطانيا جرت إضافتها إلى قائمة البلدان التي يجري فيها الاستثمار في البنية التحتية وبمواقع تخزين "الأسلحة الخاصة"، وذلك عندما طلبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لميزانية الدفاع لعام 2023، مشيرة إلى أن بريطانيا انضمت إلى جانب بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا، وهي البلدان التي تخزن فيها الولايات المتحدة ما يقدر بـ 100 قنبلة نووية "بي 61" (B61).
مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS) هانز كريستنسن، قال في تقرير له حول طلب الميزانية، إنه يعتقد أن الموقع البريطاني الذي يجري تحديثه، هو القاعدة الجوية الأمريكية في "لاكنهيث" (RAF Lakenheath)، على بعد 100 كيلومتر شمال شرق لندن.
وسحبت الولايات المتحدة الأمريكية قنابل B61 من قاعدتها في لاكنهيث عام 2008، وهو ما مثل نهاية نحو نصف قرن من الاحتفاظ بمخزون نووي أمريكي في المملكة المتحدة، وفقاً للصحيفة.
وبحسب الغارديان، فإنه في وقت سحب هذه القنابل، كان ينظر إليها على أنها "عفا عليها الزمن عسكرياً"، وكانت هناك آمال أكبر في نزع السلاح من قِبَل القوى النووية.
الحديث مجدداً عن الأسلحة النووية جاء بعد الغزو الروسي لأوكرانيا
لكن منذ ذلك الحين فقد تبدد هذا التفاؤل، وعاد الحديث مجدداً عن هذه الأسلحة على خلفية غزو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأوكرانيا، والتهديدات النووية لنظامه ضد الناتو، وبرامج تحديث الأسلحة النووية المكثفة التي تتبعها كل من الولايات المتحدة وروسيا.
وحول جزء من خطة الولايات المتحدة لتحديث الأسلحة، تم تحديث B61، مع نظام توجيه جديد بمسمى (B61-12)، ومن المقرر أن يدخل حيز الإنتاج الكامل في مايو/أيار المقبل.
وفي تسعينيات القرن، كان لدى سلاح الجو الملكي البريطاني 33 قبواً في لاكنهيث، حيث تم تخزين 110 قنابل B61 تحت الأرض.
وباتت بريطانيا "حريصة على القيام بدور أكثر حزماً، عندما يتعلق الأمر بالردع النووي الخاص بها"، وأعلنت العام الماضي أنها ستزيد مخزونها من الرؤوس الحربية النووية بنسبة 40٪ إلى 260، وهي أول زيادة من نوعها منذ نهاية الحرب الباردة، وفقاً للصحيفة.
ونقلت صحيفة الغارديان عن مصادر في الحكومة البريطانية قولها إن المملكة المتحدة لديها "تقدير أوضح" لدورها كدولة تمتلك أسلحة نووية في "حقبة متجددة من التنافس" بين الدول، وخاصة مع روسيا والصين.
هذا، ولم تعلق وزارة الدفاع البريطانية على المعلومات المذكورة في طلب ميزانية دفاع الولايات المتحدة.
وقال مسؤول بريطاني: "لن نعلق على كل ما يتعلق بتخزين الأسلحة النووية، لكن هذه الأخبار تأتي بعد أربعة أشهر فقط من وصول أول جيل جديد من الطائرات المقاتلة الأمريكية ذات القدرات النووية، F-35A Lightning II إلى لاكنهيث، وهو أول انتشار في نوعه بأوروبا".