أثارت دعوة الفاتيكان سيدة روسية للمشاركة في حمل الصليب إلى جانب أخرى أوكرانية، خلال موكب "الجمعة العظيمة" الذي سيترأسه البابا فرنسيس بعد يومين، انتقاداً من كييف، بحسب ما نقلته صحيفة The Washington Post الأمريكية الأربعاء 13 أبريل/نيسان 2022.
سفير أوكرانيا لدى الكرسي الرسولي ورئيس أساقفة كييف انتقدا هذا الاختيار بالنظر إلى الهجوم الروسي والحرب الدائرة في أوكرانيا.
حيث قال السفير الأوكراني أندري يوراش، في تغريدة، إنه "يتفهم القلق العام في أوكرانيا والعديد من المجتمعات الأخرى من فكرة الجمع بين سيدتين أوكرانية وروسية" لحمل الصليب خلال جزء من موكب الجمعة 15 أبريل/نيسان.
كما قال السفير: "ندرس هذه الفكرة الآن، ونحاول شرح الصعوبات في تحقيقها وعواقبها المحتملة".
يُشار إلى أن موكب حمل الأضواء في روما أحد المراسم التقليدية لاحتفالات عيد الفصح المجيد.
مقربون من الفاتيكان يدافعون
وفيما لم يعلق الفاتيكان على الفور، فإن أنطونيو سبادارو، القس اليسوعي في روما المقرب من فرنسيس، قد دافع عن الجمع بين أوكرانية وروسية في هذه المسيرة المهيبة.
قال سبادارو لشبكة راديو تلفزيون إيطاليا (راي)، الأربعاء: "عليكم أن تفهموا شيئاً واحداً" عن البابا: "إنه رجل كنيسة وليس سياسياً".
كما أضاف سبادارو إن صورة السيدتين وهما يحملان الصليب معاً مزعجة، "لأنهما يمثلان شيئاً لا يمكن إدراكه" هذه الأيام: "السلام".
على الطرف الآخر، شجب رئيس الأساقفة سفياتوسلاف شيفتشوك، الذي يقيم في كييف ويرأس الكنيسة اليونانية الكاثوليكية بأوكرانيا، هذا الجمع بين الروسية والأوكرانية أيضاً.
قال شيفتشوك: "أرى أن هذه الفكرة غير لائقة وغامضة"، وأضاف أنها "لا تأخذ في الاعتبار العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا".
وشجب شيفتشوك صياغة خطاب تأمُّل قال الفاتيكان إنه سيُتلى بصوت مرتفع أثناء حمل الممرضتين للصليب الطويل خفيف الوزن، إذ جاء في نصه: "نريد أن تعود حياتنا كما كانت من قبل. لماذا كل هذا؟! ما الخطأ الذي ارتكبناه؟ لماذا تركتنا؟ لماذا تركت شعوبنا؟".
من جانبه، قال الفاتيكان إن هذا الخطاب صيغ بناءً على تجارب أسرتي السيدتين الأوكرانية والروسية، اللتين تخطط عائلتاهما للمشاركة في الموكب أيضاً.
وأعربت السيدتان، في مقابلة مع التلفزيون الحكومي الإيطالي مطلع هذا الأسبوع، عن سعادتهما بدورهما في الموكب وأكدتا صداقتهما.
ولم يتطرق البابا إلى هذا الجدل خلال خطبته العامة الأربعاء 13 أبريل/نيسان. لكنه استنكر "العدوان المسلح الدائر هذه الأيام" ووصفه بأنه "اعتداء على الرب".
ودعا فرنسيس إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال عيد الفصح، الذي يصادف 17 أبريل/نيسان لعديد من المسيحيين هذا العام.